تقرير متلفز: علي الدمستاني شهيد الغيره والحمية
البحرين اليوم ـ خاص ..
شاب بحراني أصيل لم يتجاوز عمره الثامنة عشر عاما , تربّى في كنف عائلة أرضعته حب الوطن والذود عنه منذ نعومة أظفاره,عرف بأخلاقه العالية وبمساعدته للمحتاجين وإدخال السرور على من حوله وبإهتمامه بنيل العلوم الدينية والطبيعية. استجاب لنداء الثورة الخالد الذي تردّد صداه في مختلف أرجاء أرض أوال يوم الرابع عشر من فبراير ٢٠١١. رابط في دوار العزة والكرامة منذ اليوم الأول لإندلاع الثورة, وكيف لا وهو الذي لم يترك ساحات النزال وحتى قبل إندلاع لهيب ثورة فبراير بالرغم من صغر سنه.
في مثل هذا اليوم الثالث عشر من مارس ٢٠١١ هاجمت القوات الخليفية المعتصمين في المرفأ المالي , كان الشهيد حينها في دوار اللؤلؤة صدر نداء استغاثة من منصة الخطابة بدوار الشهداء للتوجه لجامعة بعد ان هاجم البلطجية الطلبة والطالبات. صاحب الغيرة الأصيلة والحمية استجاب للنداء وتوجه نحو الجامعة, وفي هذه الأثناء تعرضت طالبات مدرسة سار الثانوية للبنات الى اعتداء من مرتزق سوري يعمل في قوة الدفاع .
سارع الشهيد لنجدة الحرائر هناك بعد ان طلب من والده المسعف ابراهيم الدمستاني التوجه لنجدة الطالبات, عاد الى المنزل ظهرا لتناول وجبة الغداء قبل أن يتوجه مرّة أخرى نحو دوار اللؤلؤة مداعبا والدته قائلا انني ماض نحو الشهادة, بينما هو في الدوار جاء خبر هجوم البلطجية على قرى شارع البديع الدراز وبني جمره وبقية القرى من قبل بلطجية المجرم والجلاد عادل فليفل.
فما كان منه الى يهبّ لنجدة أهله في تلك البلدات بصحبة عدد من رفاقه, لكن بلطجية النظام لاحقته بمركبتها وتسبّت له بحادث عرجت إثره روحها الطاهرة الى بارئها تشكو الى الله طغيان آل خليفة. والده المفجوع حضر عنده في المستشفى الدولي ليشهد بنفسه الإهمال المتعمد في علاج الشهيد.
رحل علي وترك من بعده أبا مفجوعا ولكن صامدا وثابتا كالجبل , لم تهزه وتزعزع من ثباته شهادة علي ولا سنوات السجن الثلاث التي قضاها من بعده, فخور به وبتضحياته وبالنهج الذي سار عليه.
تحل ذكرى استشهاده في وقت تعيش فيه البحرين أياما عصيبة وحيث تحث قافلة الشهداء الخطى بعد ان التحق بها سبعة أبطال منذ مطلع هذا العام, شهداء لن تذهب دماؤهم سدى , فهي تعزز يوما بعد آخر من خيار المقاومة كسبيل اوحد للحياة الحرة والكريمة, وهي تعجّل كذلك بالنصر الذي سيحل يوما في أرض البحرين المغتصبة.