تقرير متلفز: حكاية إلياس.. قلب الأم وإرادة العزة
البحرين اليوم – المنامة …
حكاياتٌ لا تنتهي إلا بالجروح والعَبرات.
لا تغيبُ حكايةٌ حتى تتلوها أخرى، وكأن هذا المجرمَ الذي يطارد أهل أوال قد أدمنَ نهش الضحايا.
وضحايا البحرين ليسوا كأي ضحايا.
هنا عبَراتٌ وجراح.. وإنما مع هامةٍ لا تنحني من الإرادة والعزة.
إلياس الملا الذي يزحف إليه الورمُ السرطاني، هو نموذجٌ لأولئك الذين لا يبيعون عزتهم، وهو نموذج يُذكرنا أيضا بالأمهات الصامدات اللواتي يُكملن أصل الحكاية وخواتيمها
منذ الثورة كان مطاردا. ظل قلبُ الأم يخفق مع خطوات ابنها الذي لم يكن يستقر في مكان معين خشية تعقّب الأعينِ الوقحة.
كان إلياس مميزا، كما تروي والدته الصبورة. فيه حنانٌ يتسع لكل الأخيار، ولكنه أيضا قويّ لا يعرف الهزيمة.. ولديه إرادةَ أن يهزأ بالسجن وبالسجّان وبهذا الورم الخبيث الذي تسبب به تعرضه للتعذيب.
تراودُ الأم أحلامٌ تتجمع فيها صورُ المقابرِ وعوائلُ الشهداء، هي تضع كل يوم يدها على قلبها خشية أن يكون ميعادُ رحيلِ فلذةِ كبدها قد اقترب. ستكون فخورةٌ أكثر بابنها حين يختاره الله في عداد الشهداء، ولكن الأم ليس عليها من تثريبٍ وهي تسكب الدموع على ستّ سنوات من زهرة شباب إلياس، وهي تدعو الله أن يأخذ من عمرها ليمنحه ابنها الذي يقول له إنه لن ينكسر ولو اشتدّ عليه الحصارُ الانكسار من الجلادين ومن هذا المرض الفتاك.