تقرير متلفز: المنعطف الأخير لحرب الوجود في البحرين
البحرين اليوم ـ خاص ..
ستظلُّ البحرين ميزاناً لقياس المواقفِ والالتزاماتِ مع كلِّ منعطفٍ وتحوُّل يجري في داخلها.
التصعيدُ الخليفيّ المتجدّدُ الذي اعتبرته القوى الثوريّة والمعارضة: إعلاناً رسميّاً للحربِ على وجود السّكان الأصليين؛ دخلَ في دائرةِ الاشتباكِ الإقليميّ والدّوليّ، وبات العالمُ منقسماً بين رافضٍ لإجراءاتِ آل خليفة وجرائمهم، وبين داعمٍ ومؤيّد وبصكوكٍ مفتوحة. انقسامٌ ينبيءُ عن المخاضِ الكبيرِ والمتنامي الذي ينتظره الجميعُ وانطلاقاً من هذه البلادِ التي لا تزال ثورتُها تُقاوِمُ وتصرُّ على الاستمرارِ في وجهِ أبطشِ قوات المرتزقة التي أتت من كلِّ القاراتِ لإجهاضها.
مع تمدُّدِ الحربِ الخليفية والسعوديّة، انكشفت أكثر وأكثر المساعي الحثيثةُ لمخطّطِ الإبادةِ الثقافيّة والوجوديّة لأهل البحرين الأصلاء. ولم يكن مستغرباً أن تتصاعدَ لغةُ التحذيرِ ضدّ آل خليفةِ؛ مع بلوغِ هذا المخطّط درجتِه القصوى باستهدافِ آية الله الشيخ عيسى قاسم، وكان الاصطفافُ التضامنيّ من قوى المقاومة الإقليميّة، ومن مواقعها المختلفةِ، مبرَّراً في ظلِّ دائرة التآمر الواسعة التي يمدُّها آلُ سعود بالأتباعِ عبر الرّشاوى والابتزاز الماليّ والسّياسي.
حمد عيسى الخليفة هو الخاسرُ الأول من هذه المعركةِ المجنونة. هتافاتُ الدّعوة لإسقاطهِ ترسّخت في كلّ شوارع البحرين وفي قلوب المواطنين. وبسبب الخياراتِ الحمقاء، اقترب معظمُ المعارضين من مشروع الثورةِ البحرانيّة وخيارِها في المقاومة المدنيّة المفتوحة حتّى إسقاط الخليفيين.. وأياً كان تدحرج كرةُ الثّلج وحجم التضحيات؛ فإنّ البحرانيين هم الفائزون والمنتصرون، وعليهم منذ الآن أن يتجهّزوا لأعراس الخلاص من الشّوكة الأخيرة للطغيان في الخليج والمنطقة.