تقرير متلفز: الشيخ حسين الراضي.. جرأة النمر.. وبصيرة الصدر
البحرين اليوم ـ خاص ..
بهذه الكلماتِ كان آية الله الشيخُ حسين الرّاضي يصنعُ واحداً من الدّروس الخالدة في إحقاقِ الحقِّ ورمي الباطلِ وأهلِه بالموقفِ الصّريح الذي لا يعرفُ اللّفَ والدّوران، ولا يؤمنُ بسياسةِ فنِّ الممكن والانحناءِ أمام السّيافين والقتلة.
كلماتٌ هزّتْ عرشاً مهزوزاً ينخرُه القمعُ والخَرَف.. كلماتٌ أرعدت رعدَ الشمالِ وهزئت بعواصف الحزمِ والحسم.. فأرسل آل سعود أكثرَ من عشرين آليةً عسكريّة وحاصرت بلدة الرميلة بالأحساء لتعتقلَ الشيخَ الوقورَ الصّبورَ، ظنّاً منهم بأنّ إخفاءَ صوتِ الحقّ يمكن أن يُخليَ لهم الطريق لإشاعةِ الفسادِ والاستبدادِ وإسكات أهلِ الحقِّ..
إلا أنّ آل سعود الفاشلين في كلِّ مكان، يفشلون في الداخلِ أيضاً.
منذ البدءِ.. كان يُدركُ الشيخُ الراضيّ بأنّ هؤلاءِ يفشلون كلّما زادوا قمعاً وإجراماً. ومنذ إعدام الشّيخ نمر النمر؛ أراد الفقيهُ المحقِّقُ أن يُسجّلَ الموقفَ الحاسمَ الحازمَ الذين يُرِيَ القتلةَ بأنّ مشانقَهم لا تُخيفُ الأحرارَ ولا تهزّ لهم طرفة عين.
كسَر الشيخُ الراضي الصّمتَ وثقافةَ التردّدِ.. وأرادَ أن يُثبتَ بالقولِ والفعلِ بأن الإمعانَ في القمعِ لن يولِّدَ إلا عزيمةً جديدةً ضد الظلم.. وأنّ الاستمرارَ في نصْبِ المشانقِ لن يُجبرَ الرّقابَ على الإنحناءِ والركوع للظالمين.. وهيهات للعمامةِ التي تربّت في مدرسةِ الشهيد محمد باقر الصّدر أن تنكسرَ أو تخضعَ لعبيدِ إسرائيل الصّغار.