تقرير متلفز: الشيخ القشعمي.. فخر العمائم وعزّ علماء البحرين
البحرين اليوم ـ خاص ..
هو فخرُ العمائمِ.. وهو صوتُ العلماءِ الأحرارِ الشرفاءِ الذين يطابقُ قولُهم فعلَهم. وما بدّلوا تبديلا.
الشيخ محمد صالح القشعمي.. تعرفه منابرُ أبي عبد الله الحسين منذ أربعة عقود. كان صوتاً ينقلُ عِباراتِ النهضةِ الحسينية وشعاراتها الثوريّة، ويسجّلُ عَبرَات النعي لشهداءِ كربلاء ولدمائها التي هزّت الطغيان في كلّ زمان ومكان.
من مدرسةِ الحسين تشبّعت عمامةُ القشعمي بالحرية.. وتزيّنَ بريقُها المليءُ بالإيثارِ والتضحية. فكان حاضراً في كلّ المواقف والميادين مع شعبه الثائر. يقول كلمته الواضحةَ التي لا تعرفُ التلوَّنَ ولا التوريةَ.. ويرفعُ صوته الحسيني بالحقّ المبين.
لم يوقفه خوفٌ ولا وَجلٌ من قلة الناصرِ ومن خذلان المقرّبين. فكان كلُّه صبرٌ من الحسين وزئيرٌ من كربلاء.
قبل أكثر من عشرين يوماً.. هاجمَ الخليفيون منزلَ الشيخ القشعمي.. وعاثوا الخرابَ والفسادَ في كل زاويةٍ من المنزل، وروّعوا النساءَ في هجومهم البريري الذي استمر أكثر من خمسِ ساعاتٍ. وكأنهم يعيدون سيرةَ اليزيديين الذين روّعوا النساءَ في كربلاء وأخذوهم سبايا إلى الطاغيةِ يزيد. وهو ما فعله آلُ خليفة بأهلِ الشيخ الجليلِ وبحرائر البحرين الذين قال الشيخُ القشعمي بأنه يستمدّ منهن الصبرَ والصمودَ والثّبات.
رفعَ الشيخُ ظلامةَ الشعبِ. ونعى شهداءه الأبرارَ.. ورفعَ راياتهم الخالدة.. وجلْجل بعمامته الحسينية في ميادين تقريرِ المصير. وكان حاضراً ومتضامناً في موائدِ الصائمين الثائرين.. وفي خيم الحسينيين الثابتين.. وهو في كلّ هذه الجهاتِ كانَ يجدّدُ الإرادةَ والتحدي في وجهِ الأشقياءِ واليزيدين. حتى نفّذ اليزيدون خطتهم بالانتقامِ منه واتهموه بإيواءِ رجال اللهِ. كان همّهم أن يُخْلوا منبرَ الحسين ومنابرِ الثورة من صوتها الصادق الأمين.
قدّم الشيخُ القشعمي الدرسَ العملي واقتدى بسيرة كربلاء وبدروس الشهامةِ والشّرف.. كان يريدُ أن يقول إنّ علماءَ البحرين ليسوا عمائمَ خائبةً ولا يغلب عليهم الخوفُ والهزيمةُ أمام جحافل جيوش آل يزيد العصر. ولو هتكوا الأعراضَ، وسفكوا الدّماء الطاهرة.
أراد الخليفيون التّشهير بالشيخِ الجليل وبحرائرِ البحرين الشريفات.. ولكنهم عجزوا عن كسْر شوكته وإذلالِه في قصورِهم وسجونهم. وها هو يُرسلُ صوتَ الصمودِ والإباء من داخل زنزانته الكاظميّة. ويجدّد لشعبِ البحرين رسالته التي لا تموت ولا تخبو: منصورين.. والناصر الله.