البحرين اليوم ـ (خاص)
وضع الناشط الحقوقي عبد الهادي الخواجة الحجر الأساس لمدرسة حقوقية تلتزم بالمعنى الحقيقي لمفهوم حقوق الإنسان، وركز معادلة أن الحقوقي يجب أن يكون حاضرا بين الناس، وملهما للشارع، ومساندا في تحريك الوعي بالحقوق.
تجاوز الخواجة إشكالية الحقوقي والسياسي، ووجد أن الناشط الحقوقي يُفترض أن يكون أكثر حزما من السياسي، وذلك لأن الأخير يراعي الظروف وتوازن القوى، بينما الحقوقي فإن خارطة الطريق لديه هي منظومة الحقوق والعدالة. ولذلك انخرط الخواجة في تثوير وعي الناس بحقوقهم، وتحدث عن الانتهاكات بمعزل عن موقع المسؤولين عنها، وكوّن وعيا عاما بأن انتزاع الحق عبر الميادين والضغط الشعبي هو ما يمنح المدافع الحقوقي قوته الحقيقية والتي يخشاها النظام أكثر من قوة السياسيين المؤقتة.
إضرابات الخواجة وثورته من داخل السجن من أجل الحق، هو تعبير عن تلك المدرسة الحقوقية التي تضع الحق والعدل ضابطا على كل القوانين وألاعيب السياسة. ولذلك يخشى الخليفيون الخواجة ومدرسته التي تخطو فيها بناته مريم وزينب وجيل جديد من النشطاء الحقوقيين الذين شكلوا قوة ضاربة للثورة ولازالوا حتى اليوم.