تقرير متلفز: البحرين: ثورة لا انحناء فيها ولا خنوع
البحرين اليوم – المنامة …
هنا.. لا يعرفُ النّاسُ رضوخاً لبطْشِ الصّغارِ والمرتزقةْ.. في هذه الوجوهِ الصّابرةِ ودَاخِلِ هذه القبضاتِ الصّامدةِ؛ لا مكانَ لثغرةٍ أو انحناءٍ صغيرٍ يتسلّلُ فيه يأسٌ أو خنوعٍ لمحتلٍّ وقاتلٍ مأجورْ.
خطٌّ متصاعِدٌ من الحراكِ والحضورِ الثّائرِ في السّاحاتِ والمنابرِ والميادين.. خارطةٌ تمتدّ من أقصى البلداتِ إلى أقصاها.. من سترةَ العاصمةَ، إلى العاصمةِ المنامةْ، ومن علوِّ عاليْ إلى بسالةِ بوري.. من المعاميرَ العامرةِ بالحديدِ والنّار.. إلى العكرَ التي مرّغت أنوفَ شذّاذِ الآفاقِ والجبناءِ المقنّعين.. خيوطٌ لا تنقطع من كرزكانَ الشّهامةِ وجاراتِها الشّامخاتْ، إلى العزِّ الأصيلِ في البلادِ القديم وسجّادةِ الثّورةِ في المصلّى، وإلى مثّلث الصمودِ النابضِ بالأحرار. خطوطُ النّارِ لا ترحمُ القتلةَ ولا تفتحُ إلاّ ذراعَ الرَّجمِ للطاغيةِ وجُندِه الأغراب.. وفي شارعِ الشّهداءِ تُكّمِلُ بلداتُ الفداءِ عزائمَ الثائرين وهتافاتِ البراءةِ من شياطين الأرضِ والمستكبرين..
العنوانُ والشّعارُ هو ذاته.. لم يتغيّر حرْفاً ولم ينحرفْ عن الطريق.. ومنذ تفجَّرَ البركانُ في الرابع عشر من فبراير.. شعارٌ يصرّ البحرانيّون على تثبيتِه في الشّوارعِ التي ضجُّ بسقوطِ الطاغيةِ.. لتدوسَ الأقدامُ والمركباتُ على اسمهِ كلّ يومٍ وليلةْ.. شعارٌ يتحوّلُ في كلِّ حينٍ إلى تظاهراتٍ ثابتةٍ كالنخيلِ الأصيلِ.. تعجزُ مدرَّعاتُ الخليفيين عن قطْعِ جذورِها.. ويفشل المحتلّون في اختطافِ هويّتها وتزويرِ أرضِها…
في الدّرازِ يتصاغرُ الحصارُ.. ويحاصِرُ الفدائيّون آلَ خليفة في كلِّ الاتجاهات.. في الداخلِ والخارج.. إشعاعُ المرابطين يمتدُّ إلى كلّ عروقِ الأرض.. والتّضحيّةُ من أجلِ الهويّةِ تُصبحُ لهيباً يُرِيَ القتلةَ بأنّ الأصلاءَ الطّيبين لن ينكّسوا رايةَ العزِّ التي ثبّتوها في النويدرات، ولن يخونوا تيجانَ الوطنِ وقادة الثّورةِ وجراحاتِ اللآليء.. والعهدُ عندهم ثابتٌ ثبوتَ دماءِ الشّهداءِ في السّماوات.. وأفئدةِ الأوفياء