تقرير متلفز: البحرانيون صامدون في الساحات.. رغم الحصار والأمطار
البحرين اليوم ـ خاص ..
يخرجون من كلِّ ميدانٍ ومن كلِّ فجٍّ عميق.
لا الحصارُ أفلحَ في كسْر لؤلؤتهم.. ولا الأمطارُ أرغمتهم على الجلوسِ في المنازل.
هذا هو حالُ أهلِ البحرين.. وتلك هي سيرتُهم التي لا يحُولون عنها ولا يبدّلون.
الحشودُ لبّت نداءَ تقريرِ المصير.. وجدّدت عزْمها على الخلاصِ من نظامِ القتلةِ والمأجورين وهم يحيون الذكرى السنويّة الثانية للاستفتاءِ الشعبي الذي صوّت فيه غالبيّةُ السكان الأصليين لصالحِ إقامةِ نظامٍ سياسيّ جديد وبإشرافٍ من الأمم المتحدة التي لا تزالُ يدُها مغلولةً عن نصرةِ شعب البحرينِ والاستجابةِ لأصواته الحرِّة.
زحفَ المواطنون نحو الميادين تعلُوهم راياتُ العزّةِ وشعاراتُ الثورةِ التي لا تنحني.. نساءٌ ورجالٌ وشبّانٌ ملأوا الشّوارعَ بصناديقَ الاستفتاءِ لكي يقولوا للعالمِ بأنّ الثورةَ لم تنتهِ وأنّ الجراحَ التي يغرسهم الخليفيون فيهم كلّ يومٍ؛ لن تجبرهم على الانحناءِ والاستسلام.
انكسرَ الحصارُ وأُصيبَ المرتزقةُ بالخيبةِ والخسران.. وسجّل البحرانيون جمعةً أخرى من الصّمودِ والإصرارِ الأسطوريّ على خيارِهم في مقاومةِ الموت وإفشالِ كلّ المخططات.
ومن شعلةِ تقريرِ المصيرِ التي امتدت في الميادينِ والساحات.. إلى ساحة الفداءِ في بلدةِ الدراز.. هنا أيضاً ملحمةٌ سيذكرها التاريخُ بحروفٍ ذهبيةٍ من الإعجابِ والدهشة.. فلا الحصارُ ولا الأمطارُ يمنعُ هؤلاءِ من رفْضِ الركونِ وترْكِ الاختباءِ في المنازل.. يتقاطرون مثلُ اللآليءِ وتحت زخّاتِ المطرِ.. وعلى قبضاتِ أيديهم كُتبت حكايةُ النخلةِ الشّماءِ التي حفظوها عن الأجدادِ والآباءِ.