تقرير متلفز: أكثر من أربعين يوماً في ساحة الفداء.. وتظاهرات التحدي لا تهدأ
البحرين اليوم ـ خاص ..
حاضرون وثابتون في السّاحاتِ.. لا يغيبون في ليلٍ أو نهار.
فدائيّون تحرسُ السّماءُ قلوبَهم.. فلا تهزّها جحافلُ المرتزقةِ.. ولا يُحرِّك أقدامَهم حصارٌ دامَ أربعين يوماً أو يزيد.
يردّدون الموقفَ الحسينيّ الذي ثبّته العلماءُ الرّبانيّون الذين ثبتوا في أوِّلِ الصّفوفِ، وكتبوا وصاياهم البيضاءَ على الأكفانِ، وما زادهم الاعتقالُ والتّهديدُ إلا إصراراً على الوفاءِ.. وعزيمةً على البقاءْ.
أحيى المعتصمون ذكرى شهادةِ الإمام الصّادق، وسُجلّت في ساحةِ الاعتصام بالدّراز مراسمُ الأصالةِ والهويّةِ، فارتفعت المراثي، وضجّ المكانُ بمواكب العزاءِ، وكان مجلسُ أبي عبد الله الحسين وسط السّاحةِ تذكاراً متجدّداً بالعهْدِ الكربلائيّ الدّائم بحمايةِ رمزِ الهويّةِ وشيخِها الأمين.
للأسبوع الثاني على التوالي منعَ الخليفيّون صلاةَ الجمعةِ عن جامع الإمام الصادق. وكأنهم يرون الجامعَ، في اسمهَ ومكانهِ، إشعاراً دائماً لهم بأنهم دخلاءَ ومحتلّين، وأنّ اكتظاظَ الأهالي واحتشادهم الزّاحفَ نحوه كلّ يوم جمعةٍ.. يُذكّرهم بمنْ تكون “الحثالةُ” ومنْ تكون “الجعفريّة”، وكيف تكون التضحيةُ لأجلِ العقيدةِ والشعائر..
الثباتُ ينتقلُ من الدّرازِ إلى بقيّةِ البلداتِ والمناطق، ومن هذه البلداتِ يعودُ إلى ساحةِ الاعتصام. التظاهراتُ الواسعةُ عمّت البلادَ في سلسلةٍ أخرى من “جمعة الفداء”.
وقاحةُ الدّخلاء وإجرامهم لم ينجح في إخافةِ النّاس، وكانت الاشتباكات الشّديدة بين الشّبان والمرتزقةِ رسالةً إلى منْ يهمّه الأمرَ بأنّ العزيمةَ باقيةٌ، وأن المقاومةَ من أجلَ الوجودِ والهويّةِ لن يكون لها سقوفٌ أو حدودٌ أو مقدّمات.