تقرير متلفز: أغسطس.. شهر الاستقلال ومعركة الوجود
البحرين اليوم ـ خاص ..
مع بلوغِ آلِ خليفة درجةً قصوى من الحربِ المفتوحةِ ضد السّكان الأصليين؛ سيكون لشهر أغسطس هذا العام لوناً آخرَ بالنسبة للخليفيين والبحرانيين معاً، وبإيقاعٍ متناغم بين منصّةِ دوار اللؤلؤةِ وهتافات الفداءِ في اعتصام الدّراز المفتوح.
في أغسطس هذا العام، قرّر المواطنون الاحتفالَ بعيدِ الاستقلالِ بمشاعرَ تسترجعُ اللّحظةَ الأولى للتحرُّر من الاستعمارِ والاحتلالات الأجنبيّة. وهذه المرّة، يكاد يكون هناك إجماعٌ شعبيّ ووطنيّ غير مسبوقٍ؛ على اعتبار الخليفيين جزءاً لا يتجزأ من الوجودِ الأجنبيّ الذي يرمي لاستعباد السّكانِ ونهْبِ ثرواتِ الوطنِ واختطافِ هويته الأصليّة.
لم تخطيء ثورةُ البحرين حينما رفعت منذ أيّامها الأولى هتاف “ارحلوا”. وخلال السنوات الأخيرة؛ قدّم آل خليفة الدّليلَ تلو الآخرَ على عدم انتمائهم لهذه البلادِ، وأنّهم لا يجدون أملاً في استمرار استبدادهم إلا بالقواعدِ والوجوداتِ الأجنبيّة. فهي بالنسبة لقبيلةِ آل خليفة شرايينَ حياتهم وسرّ بقائهم على العرشِ المهزوز والملطّخ بالدّماء.
يتذكر البحرانيون في هذا التاريخ موقفهم الثابتِ في الاستقلالِ من المحتلين، وفي بناءِ الدّولة الحديثة التي شاركَ فيها رجالاتُ كبارٌ مستهدفون بمشروع الإبادةِ الخليفية، وعلى رأسهم الشيخ عيسى قاسم.
ليست صدفةً تاريخيّة أن يتأصل شعارُ “ارحلوا” على مقربةٍ من شهر الاستقلال، ومن أحياء الفداءِ في بلدة الدّراز الصّامدة. فمعركةُ الوجودِ بين الأصلاءِ والمحتلين الصّغار والكبار في البحرين؛ باتت واضحةً مثل الشّمسِ.. خيارُ البحرانيين واضحٌ في الصّمودِ والتّحدي، وورطةُ المحتلين واضحةٌ نهايتها إلى الزّوال والخيبةِ الكبرى.