البحرين اليوم – (خاص)
أوضح تقرير نشرته مجلة “الفورين بوليسي” الأمريكية بأن المساعي الشكلية في السعودية للسماح بدور السينما وقيادة النساء للسيارة؛ لا تخفي ما يعانيه المواطنون الشيعة في البلاد من اضطهاد، مشيرة إلى طلب حكم الإعدام الذي يواجه الناشطة إسراء الغمغام من منطقة القطيف، شرق السعودية.
وفي تقرير نشرته المجلة بتاريخ 11 سبتمبر 2018م للمسؤولة في منظمة هيومن رايتس ووتش، سارة ليا ويتسون، بأن السعودية أصبحت هدفا للتوبيخ والتنديد بعد أن سعت محكمة سعودية في أغسطس الماضي لفرض عقوبة الإعدام بحق الناشطة الغمغام، وهو الأمر الذي أثار مخاوف من شمول هذه المساعي لعشرات أخريات من الناشطات المعتقلات في السعودية.
وتصدر التقرير صورة لعدد من النساء في القطيف وهم يتظاهرن ويحملن صورة للشهيد الشيخ نمر النمر الذي أعدمته السعودية في يناير 2016م.
ولفت التقرير إلى أن الغمغام تم اعتقالها مع زوجها في ديسمبر 2014، مع أربعة آخرين، مشيرا إلى أن اعتقالهم لم يكن بسبب “النضال من أجل حقوق النساء”، بل أنهم سعوا إلى “معاملة أفضل للشيعة في السعودية”، حيث أكد التقرير بأنهم يعانون من تمييز واضطهاد واسع رغم أنهم يمثلون بين 10 إلى 15% من عدد السكان.
وأضاف التقرير بأن “الشيعة في السعودية لا يتمتعون بأية حرية دينية، تقريبا، وهم غير مسموح لهم ببناء المساجد الخاصة، أو أي أماكن عبادة عامة خارج مناطق الأغلبية الشيعية”، وهم مستبعدون من المناصب الرفيعة المستوى، إلى حد كبير، وأعطى التقرير مثالا وقال بأن السعودية لم تعين سفيرا شيعيا إلا واحدا وهو جميل الجشي، الذي كان سفيرا في إيران بين عامي 1999 و2003م، كما لا توجد أية امرأة شيعية تشغل منصبا سياسيا رفيع المستوى.
وكذلك الحال على مستوى القضاء والإدعاء العام، حيث لا يوجد بينهم شيعة داخل الأجهزة القضائية، ونظام العدالة الجنائية، ويُحرم الشيعة من الوصول إلى العدالة، ويتعرضون للاعتقال بشكل تعسفي، ويواجهون أحكاما تمييزية.
الولايات المتحدة تدعم اضطهاد الشيعة
وتطرق التقرير إلى أحداث الربيع العربي في القطيف بالعام 2011م، وخروج عشرات الآلاف من المتظاهرين في المنطقة الشرقية، للمطالبة بالحقوق المدنية، في حين عمدت السلطات السعودية إلى قمع المتظاهرين، وسجن المئات، وأعدمت في نهاية المطاف “رجل دين شيعيا بارزا أيد الاحتجاجات، الشيخ نمر النمر”، وأضاف التقرير “كانت رسالة الرياض واضحة”.
واتهم التقرير الولايات المنحدة بالوقوف دون موقف عملي لوقف التمييز المعادي ضد الشيعة، في الوقت الذي يصدر عن المسؤوليين الأمريكيين مواقف إدانة عن مزاعم اضطهاد المسيحيين واليهود وحتى السنة في إيران، إلا أنه لا يوجد أي موقف رسمي أمريكي واضح بشأن اضطهاد المسلمين الشيعة في السعودية، رغم صدور تقرير عن الخارجية الأمريكية اعتبر السعودية لفترة طويلة “دولة مثيرة للقلق” على صعيد الحريات الدينية.
واعتبر التقرير بأن السعودية تعاني من “قصر النظر”، فهي بدلا من “إظهار نفسها على أنها أكثر تسامحا، وتحترم الديانات الأخرى” إلا أنها تدفع مئات الملايين من الدولارات للعلاقات العامة، في حين “أن البلد يمكن أن تتحسن مكانته من خلال معاملة الشعب بشكل أفضل”، وهو لا يكون إلا إذا اختارت الحكومة السعودية “إنقاذ نفسها من التعصب والتمييز” بحسب ما يختم التقرير.