البحرين اليوم- المنامة
تشهد البحرين حاليًا أكبر موجة احتجاج في تاريخ البلاد، حيث أعلن أكثر من 800 سجين سياسي إضرابهم عن الطعام، احتجاجًا على سنوات من سوء المعاملة والإهمال في السجون. تأتي هذه الاحتجاجات في سياق زيارة متوقعة لولي العهد الخليفي إلى واشنطن هذا الأسبوع، وزيارة وفد من مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إلى البحرين.
وفي تقرير نشرته منظمة “هيومن رايتس فيرست”، الاثنين 11 سبتمبر، ذكرت فيه أن من بين السجناء المشاركين في الإضراب عن الطعام هو المعتقل الرمز عبد الهادي الخواجة، المدافع عن حقوق الإنسان، الذي قررت ابنته مريم المخاطرة بحياتها والعودة إلى البحرين لتسليط الضوء على قضيته وانقاذه من الموت البطيء.
من جهة أخرى، روى المعتقل أحمد جعفر محمد علي، الذي يبلغ من العمر 49 عامًا، للمنظمة قصته في السجن بعدما تم تسليمه من صربيا في يناير 2022. وفيما يتعلق بأوضاعه في السجن، ذكر أنه تعرض لاعتداء من قبل الجلادين داخل سجن جو، سيء الصيت، وتم إرساله إلى العزل الانفرادي بسبب مشاركته في احتجاج داخل السجن. كما تحدث عن تقييد يديه وكاحليه ومنعه من الاستحمام لفترة طويلة.
من ناحية أخرى، قال سيد سجاد، الذي يقضي عقوبته في السجن منذ سبتمبر 2013، إن الإدارة الجائرة تتعامل مع السجناء بعقلية الانتقام وتمنع وصولهم إلى الرعاية الطبية اللازمة. وأشار إلى أنه يواصل إضرابه عن الطعام منذ 33 يومًا، وهو الأمر الذي أدى إلى تدهور حالته الصحية.
وأضاف السجينان، ” إننا نقضي معظم الأوقات مستلقين على السرير، محرومون من الخروج لممارسة التمارين الرياضية في الهواء الطلق أو التعرض لأشعة الشمس، نحن لا نخرج من زنازيننا إلا لإجراء مكالمات هاتفية ثم نعود”.
كما أشارا إلى أنه “يوجد بيننا حالات حرجة وخاصة ليس لها علاج”. لافتان إلى أن “الضباط أصبحوا أطباء، وألغوا مواعيد المتابعة والعمليات الجراحية بذرائع أمنية، على سبيل المثال، ينتظر السجين موعدًا لأكثر من عام، ويتم إلغاؤه لأسباب أمنية.”
وفي الختام قال المعتقلين جعفر وسجاد لهيومن رايتس فيرست، “ما نأمله من المؤسسات الدولية، وخاصة الأمم المتحدة، هو تغيير وضعنا الحالي، وإعطائنا حقوقنا، وتحسين معاملتنا، ورفع القيود والضغوط، وخاصة عزل السجناء السياسيين عن غيرهم من السجناء في مباني مختلفة”.