الخليج

تصعيد التراشقات: السعودية وحلفاؤها تنشر وثائق اتفاق ٢٠١٣ تزامنا مع زيارة أمريكية إلى الكويت لحل الأزمة مع قطر

14_NEW

البحرين اليوم – (وكالات، خاص)

بالتزامن مع الزيارة التي أجراها وزيرا خارجية واشنطن ولندن، عمدت الدول الأربع التي تحاصر دول قطر؛ إلى نشر ما وصفته بوثائق الاتفاق الذي وُقّع بين الرياض والدوحة في العام ٢٠١٣م للخروج من الأزمة التي اندلعت حينها بعد سحب ٣ دول خليجية سفرائها من قطر، وذلك في “تصعيد” متواصل للأزمة الجديدة التي اندلعت في يونيو الماضي بعد قطع الدول الأربع علاقاتها مع قطر وفرض الحصار عليها.

وقد اختارت السعودية وحلفاؤها الثلاث، الإمارات والبحرين ومصر، قناةً أمريكية (سي.إن.إن) لنشر الوثائق أمس الاثنين والذي تضمن بنوداً لم تُعلن من قبل، وقالت الدول الأربع بأن قطر أخلّت بها.

وفي بيان مشترك قالت الدول الأربع التي تصفها قطر بـ”دول الحصار”، إن الاتفاق الذي يهدف إلى تسوية خلاف بين قطر وجيرانها الخليجيين “يؤكد بما لا يدع مجالا للشك على تهرُّب قطر من الوفاء بالتزاماتها وانتهاكها ونكثها الكامل لما تعهدت به”.

وأضاف البيان إن قطر تعهّدت في اتفاق ٢٠١٣ بالكف عن التدخل في الشؤون السياسية لجيرانها. في حين رفضت قطر الاتهامات وقالت إن الدول الأربع تحاول فرض آرائها على السياسة الخارجية القطرية.

وخرجت الوثيقة للعلن مع وصول وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون للمنطقة لمساعدة حلفاء واشنطن على حل الأزمة.

وردت قطر باتهام السعودية والإمارات بالخروج عن إطار اتفاق الرياض وإطلاق “هجوم وادعاءات غير مبررة بهدف الاعتداء على سيادة دولة قطر”. وقالت إن الهدف من اتفاق الرياض كان ضمان وتعزيز التعاون بين دول مجلس التعاون الخليجي مع التأكيد على سيادة الدول وعدم التدخل في الشؤون الداخلية.

وواجهت جهود الوساطة الكويتية عقبات الأسبوع الماضي عندما عبّرت الدول الأربع عن خيبة أملها بسبب رد قطر على ١٣ مطلبا قدمتها للدوحة.

وتتضمن المطالب خفض التمثيل الدبلوماسي مع إيران وإغلاق قناة الجزيرة وقطع العلاقة مع جماعة الإخوان المسلمين إضافة إلى إغلاق قاعدة عسكرية تركية في الدوحة، وقالت قطر إنها “انتهاك لسيادتها”.

وقال سيف بن حمد آل ثاني مدير مكتب الاتصال الحكومي في تصريحات نشرها الموقع الإلكتروني لوزارة الخارجية القطرية إن المطالب الثلاثة عشر لا علاقة لها مطلقا باتفاق الرياض، مشيرا إلى أن الأزمة الراهنة نتيجة لحملة إعلامية منسقة ضد قطر.

وقال إن “طلبات وادعاءات هذه الدول بعضها لا أساس له من الصحة والباقي اعتداء غير مشروع وغير مبرر وغير مسبوق على سيادة دولة قطر ويخالف كافة المواثيق الدولية والإقليمية”.

وتم التوصل لاتفاق عام ٢٠١٣ خلال اجتماع بالرياض استضافه الملك السعودي السابق الملك عبد الله بن عبد العزيز ووقعه أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني وأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، كما وقع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي الست آلية تنفيذية للاتفاق.

واتفقت الأطراف في الوثيقة على الكف عن دعم أي تيارات سياسية تمثل تهديدا على أي دولة عضو في مجلس التعاون الخليجي وتمهيد الطريق أمام رحيل زعماء جماعة الإخوان المسلمين من خارج دول المجلس عن المنطقة.

 

قلق عميق في الكويت

 

وكانت الكويت والولايات المتحدة وبريطانيا أمس الاثنين عن “عميق القلق” إزاء استمرار الأزمة الخليجية، ودعت إلى سرعة احتوائها من خلال الحوار.

وجاء ذلك عقب اجتماع عقده صباح خالد الحمد الصباح وزير الخارجية الكويتي مع نظيره الأمريكي ريكس تيلرسون ومستشار الأمن القومي البريطاني مارك سيدويل مساء أمس في الكويت.

وقالت وكالة الأنباء الكويتية الرسمية إن الدول الثلاث ناشدت “كافة الأطراف سرعة احتواء الأزمة الراهنة في المنطقة وإيجاد حل لها في أقرب وقت من خلال الحوار”.

ووصل تيلرسون إلى الكويت أمس لإجراء محادثات تستهدف حل الأزمة. وقالت الخارجية الأمريكية إن تيلرسون – الذي كوّن علاقات وثيقة في الخليج أثناء توليه منصب الرئيس التنفيذي لشركة إكسون موبيل – سيجري محادثات مع زعماء الكويت وقطر والسعودية.

وتشعر الولايات المتحدة بالقلق من أن تؤثر الأزمة على عملياتها العسكرية وعمليات مكافحة الإرهاب وتزيد “النفوذ الإقليمي” لطهران التي تدعم قطر عن طريق السماح لها باستخدام طرق جوية وبحرية عبر أراضيها.

وتستضيف قطر قاعدة العديد الجوية أكبر منشأة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط، والتي تنطلق منها ضربات التحالف بقيادة الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش في سوريا والعراق.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى