البحرين اليوم – (خاص)
تصاعدت التوترات السياسية مجددا بين المنامة وواشنطن وذلك بعد أن نفت سلطات المنامة توجيهها دعوة لمساعد وزير الخارجية الأمريكية للديمقراطية وحقوق الإنسان والعمل، توم مالينوفسكي، لزيارة البحرين. ويأتي هذا النفي ردا على تصريح للمتحدثة الرسمية لوزارة الخارجية الأمريكية جين بساكي في وقت سابق من هذا الأسبوع، والذي أكدت فيه على أن مالينوفسكي سيعود إلى البحرين، غير أنها لم تحدد موعدا للزيارة المرتقبة، التي أشارت إلى أن إدارتها في صدد الإعداد لها.
ولم تكتف وزارة خارجية البحرين بنفي هذا التصريح، وإنما وجهت، وعلى لسان وكيلها عبدالله عبداللطيف، انتقادات لبساكي، على خلفية تصريحاتها التي انتقدت فيها أوضاع حقوق الإنسان في البحرين ودعوتها للسلطات لإجراء إصلاحات جدية في البلاد. وكانت البحرين طلبت في وقت سابق من شهر يوليو الماضي من مالينوفسكي مغادرة البلاد وقطع زيارته الرسمية على خلفية لقائه مع عدد من قادة المعارضة البحرانية، والذي اعتبرته السلطات تدخلا في شؤونها الداخلية.
ويعتقد مراقبون أن التكذيب الخليفي لتصريحات الناطقة باسم الخارجية الأمريكية حول زيارة مالينوفسكي يعكس اضطرابا في السياسة الخارجية للبحرين على خلفية خلافات داخل أقطاب العائلة الخليفية حول التعاطي مع هذا الملف. إذ يبدو أن بعض أطراف العائلة تسعى لإعطاء الولايات المتحدة الأمريكية دورا أكبر لإخراج العائلة الخليفية من ورطتها التي وقعت فيها منذ إندلاع أحداث الرابع عشر من فبراير ٢٠١١.
فيما تتخوف أطراف خليفية أخرى من تسوية تكون على حسابها، بالرغم من أن الولايات المتحدة لم تطرح مشروعا لإخراج البلاد من الأزمة التي تمر بها. فيما تشكك أطراف من المعارضة البحرانية في النوايا والمخططات الأمريكية التي ينظرون إليها باعتبارها تصب في مصلحة النظام الخليفي.
ويذكر أن البحرين تعتبر حليفا مهما للولايات المتحدة الأمريكية، فهي مقر للأسطول الخامس الأمريكي وللقيادة المركزية للقوات البحرية الأمريكية، وقد عززت الولايات المتحدة وجودها العسكري في المنامة مؤخرا.