البحرين اليوم – (خاص)
أصدرت منظمة بحرين ووتش تحقيقا جديدا يتضمن 25 من الفبركات الحكومية المنشورة في الصحافة الرسمية. وبيّنت الفبركات الخليفيّة اقتباس مسؤولين رفيعي المستوى لدعم الرواية الحكومية للأحداث.
وقالت المنظمة بأنه منذ العام 2011، حيث انطلقت الاحتجاجات المؤيد للديمقراطية، عمدت الوكالة الرسمية (بنا) والصحف التي يُسيطر عليها النظام؛ إلى إطلاق وابل من الأخبار والقصص الوهمية، ابتداءا من خبر إلقاء وزير الخارجية البريطانية، اليستر بيرت، اللوم على المحتجين في أحداث العنف، إلى تلبيس جنرال أمريكي متقاعد القول بأن “الاضطرابات” في البحرين هي “مؤامرة أمريكية، وتحريض من إيران”.
ولم تتوقف عملية اختلاق الأخبار والتصريحات عند حدود معينة، حيث شملت الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، ووزير الخارجية البريطانية السابق، وليم هيغ.
وتقول بحرين ووتش بأن الصحافة التي تهيمن عليه أجهزة النظام الخليفي عمدت إلى التلاعب في إحدى برقيات ويكيليكس لإحراج نائب كان ينتقد رئيس الوزراء. وخلال هذا الشهر، نشرت صحف موالية للحكومة الخليفية اقتباسا وهميا لأحد أعضاء جمعية الوفاق المعارضة يدعو للمشاركة في الانتخابات المقبلة، وذلك خلافا للموقف المعلن القاضي بالمقاطعة.
التحقيق الذي أجرته بحرين ووتش تضمن تقريرا مصاحبا يكشف عملية الاختلاق التي تقوم بها أجهزة النظام الإعلامية، وعلى أي نحو يتم إنشاء “ثقافة التفيق” في وسائل الإعلام الرسمية، بحسب المنظمة، ولماذا لا يزال هذا الوضع قائما حتى الآن. تقرير المنظمة أوضح الجانب المأساوي مع هذه العملية التي تبدو، ظاهرا، مليئة بالدعابة والسخرية، حيق إن هذه الأخبار الوهمية تُسهم في تغذية “الفتن الأهلية والطائفية، وتعزّز من روح العداء والذي يمكن أن يؤدي إلى العنف”. كما يتحدث التقرير عن غياب آلية للطعن والشكوى على المحررين أو المسؤولين عن نشر مثل هذه “الفبركات”، إضافة إلى تحيّز النظام القضائي إلى جانب الحكومة (الخليفية) في حالات التقاضي التي تُرفع في ملفات التشهير.
يوسف الصراف، مساعد باحث في بحرين ووتش، قال بأنه في كثير من دول العالم تبالغ وسائل الإعلام في صناعة الأخبار، إلا أنه قال بأنه من النادر أن تجد قضية من هذا القبيل على النحو الموجود في البحرين، حيث تعمد الصحافة إلى التزييف واختلاق القصص، مع الأمان من الإفلات من العقاب، وحين يتضح زيفها، فإنها لا تعمد إلى إعادة نشرها مصحّحة.
ويؤكد الصراف بأن إنتاج الأخبار الملفقة لا يهدف فقط “لتضليل المواطنين والسيطرة عليهم”، ولكنه أيضا يهدف إلى “تأجيج التوترات الطائفية”.
بحرين ووتش ضمّنت تقريرها جملة من التوصيات، تتعلق بتحرير الإعلام من هيمنة النظام، والسماح بالإعلام المسقل، وإلغاء الرقابة، والسماح بإنشاء هيئة تنظيمية مستقلة لوسائل الإعلام.
* لمتابعة التحقيق والفبركات