المنامة – البحرين اليوم
في تجربة جديدة له في الإعلام الثوري؛ أعلن ائتلاف شباب ١٤ فبراير – وهو من القوى الثورية المعارضة في البحرين – في نهاية يونيو الماضي عن تدشين خدمة النقل المرئي المباشر من خلال موقع الانستغرام تحت حساب باسم “بحرين لايف”. وقد خاضت هذه التجربة منذ أغسطس وحتى أكتوبر الجاري؛ عدة تجارب في النقل الحي لعدد من المناسبات التي شهدها الحراك الشعبي في البحرين.
وعلى الرغم من أن التجربة لا تزال في بدايتها؛ إلا أنها أكدت من جديد أهمية تطوير أدوات “الإعلام الثوري” في البحرين، وذلك لجهة نقل تفاصيل الحدث اليومي في البلاد، ولاسيما تلك الأحداث التي تُثبت استمرار الحراك الشعبي وتعكس حقيقة الشعارات والمواقف الميدانية التي تميز الشارع العام في البحرين، وهي ما يقوم به ما يُعرَف بـ”الإعلام الثوري”، ومنه التجربة الجديدة “بحرين لايف” الإضاءة عليه، وقد برزت تجربة “بحرين لايف” خاصة بعد تغطيتها الأخيرة لفعالية الزحف نحو الموقع السابق لدوار اللؤلؤة بعد نهاية مواكب العزاء الحسيني في بلدة الديه بالثاني من أكتوبر الجاري، ونقلت عبر الفيديو مشاهد حية أظهرت إصرار المواطنين على التقدُّم باتجاه موقع الدوار الذي كان مقرا لانطلاق ثورة ١٤ فبراير في العام ٢٠١١م، إضافة إلى توثيق القمع وتكدُّس قوات المرتزقة وآلياتهم في مواجهة الشبان ومنعهم من التقدم إلى موقع الدوار، وكذلك الإصابات التي تعرض لها المتظاهرون نتيجة ذلك وخاصة بالرصاص الإنشطاري.
وبمعزل عن بكارة هذه التجربة، إلا أنها تجدُّد التذكير بدعوات عديدة أطلقها على فترات مختلفة نشطاء شددوا على أهمية تطوير وسائل الإعلام المعارض. ويقول أحد النشطاء بأن “الإعلام الثوري في البحرين نجح إلى حد كبير في تحقيق العديد من الأهداف المرجوة، ومن ذلك توثيق الأحداث بالخبر المكتوب والصورة والفيديو، كما أنه استطاع أن يرسخ العديد من المفاهيم والمصطلحات التي كان البعض ينأى عن استعمالها لأسباب سياسية معينة”. وعلى الرغم من الجهد “الأهلي” لهذا الإعلام، وما يحمله من طابع “تلقائي” و”تطوعي” أو ما تُعرف بـ”الصحافة المواطنة”، إلا أن أحد المعنيين يعلل نجاح هذا الإعلام بسبب أمرين أساسيين، “الأول أنه الأقرب إلى الإيقاع اليومي للناس، ويحرص على نقل حقيقة ما يقوله المتظاهرون وما يمارسه المواطنون من احتجاجات ضد النظام. والأمر الثاني هو استمرارية هذا الإعلام في أداء دوره الإعلامي، وعدم التأثر بالتغيرات أو الأغبرة السياسية العابرة”.
يُشار إلى أن منظومة ما يُعرف بالإعلام الثوري في البحرين تشمل حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي تمثل بلدات ومناطق البحرين، إضافة إلى حسابات ومواقع لشبكات فردية أو جماعية وقوى ثورية معارضة. وقد تطور مسار هذا الإعلام على مدى السنوات الأخيرة، وقد أخذ زخما في سنوات ثورة ١٤ فبراير بعد أن كونت القوى الثورية المعارضة أداوات ومنصات إعلامية خاصة بها، وقدمت خلالها تقارير مكتوبة ومصورة تعكس مواقفها إزاء الأحداث، إضافة إلي متابعتها اليومية للثورة والفعاليات الشعبية. وشكل “إعلام” القوى الثورية المعارضة نموذجا يستأهل بحسب مختصين “دراسات خاصة للاستكشاف طبيعة الخطاب الإعلامي، وأدوات التأثير، والقدرة على مجاراة حرب الإعلام المضادة”.
وسبق أن أعلنت الحسابات المنضوية منظومة “الإعلام الثوري”؛ تشكيل ميثاق إعلامي خاص بها، كما أبدت تعاونا مشتركا في نقل الحدث وتداول الخبر الخاص بالحراك الشعبي والثوري، إلا أن هناك من يرى بأن تجربة “الإعلام الثوري” لا تزال بحاجة إلى تطوير من أداوتها الإعلامية وتنويعها، “وذلك للحفاظ على سياستها المعبرة عن المجرى اليومي للثورة، وتعميق خطابها المعهود، وخاصة في ظل التحديات التي يُرجّح أن تتسع أكثر مع حرب الإعلام والعلاقات العامة والتضليل الإعلامي الذي يمارسه النظام الخليفي والموالون له”.