بي بي سي نيوز: هذا الإضراب هو الأكبر في تاريخ البحرين.. أكثر من 700 مضرب عن الطعام وسط تجاهل السلطات الخليفية!
البحرين اليوم- العالم
دخل الإضراب عن الطعام في سجن جو سيء الصيت، أسبوعه الثالث بعد أن بدأ نحو 400 سجين إضراباً عن الطعام في السابع من أغسطس الجاري ووصل الآن إلى أكثر من 700 مضرباً على الطعام احتجاجاً على الظلم الذي يعانون منه داخل السجن.
وفي تقريرٍ لقناة بي بي سي نيوز عربي، الخميس 24 أغسطس، قالت أن عدد المضربين عن الطعام في تزايد مستمر مع عدم حصول السجناء على مطالبهم والتي تتمحور حول السماح لهم بالتعرّض لأشعة الشمس لأكثر من ساعة في اليوم، إلى جانب فصلهم عن السجناء المدانين بجرائم قتل ومخدرات، فضلاً عن إعطاءهم الحق في الدراسة والعناية الطبية و السماح لأفراد عائلاتهم ممن ليسوا أقارب من الدرجة الأولى بزيارتهم مع إزالة الحاجز الزجاجي أثناء الزيارات العائلية.
وأكدت القناة أنها حاولت التواصل منذ يوم الإثنين الفائت مع الجهات الرسمية الخليفية، لكنها لم تتمكّن من تلقي أي تعليق رسمي عن استمرار الإضراب أو حتى عن الإجراءات التي تتخذها السلطات الخليفية وسط تزايد عدد السجناء المضربين عن الطعام.
وقالت البي بي سي، “كنا قد تواصلنا مع السلطات الخليفية في الأيام الأولى للإضراب، إذ ردت على طلبنا بالتعليق، ونعيد هنا جزءا من الإدعاء الكاذب الذي وصلنا حينها من إدارة سجن جو: “النزلاء يتمتعون بحقوقهم كاملة وغير منقوصة وصحتهم وسلامتهم تمثل أولوية رئيسية في إطار استمرار وزارة الصحة في تقديم الرعاية الصحية المتكاملة لهم على مدار الساعة وبأعلى مستويات الكفاءة.”
وتمكنت بي بي سي نيوز عربي من التواصل مع أحد السجناء المضربين عن الطعام في سجن جو، حيث أكد في اتصال هاتفي استمراره في الإضراب إلى أن تستجيب سلطات السجن إلى مطالبه ومطالب رفاقه في العنابر الآخر، قائلا : ” من الطبيعي أن تتدهور بعض حالات السجناء بسبب الإضراب عن الطعام، كثير منهم أغمي عليه بسبب الإضراب.. نحاول طلب المساعدة الطبية لكنهم لا يستجيبون لمطالبنا ولا يأخذون من يصاب بحالات الإغماء بيننا إلى العيادات الطبية أو العناية المركزة”. وأضاف: ” أخذتُ ثلاثة مواعيد لدى عيادة الأسنان بسبب آلام حادة في الأضراس أعاني منها منذ فترة طويلة، لكنهم لم يأتوا لأخذي إلى العيادة حتى الآن”.
وفي التقرير أشارت القناة إلى أن البحرين شهدت الأسبوع الماضي تظاهرات لعوائل السجناء حيث طالبوا بالإفراج الفوري وغير المشروط عنهم. وعن هذا الموضوع حذر مدير معهد البحرين للحقوق والديمقراطية، سيد أحمد الوداعي قائلا: ” لن تسكت العائلات إن فارق أحد السجناء الحياة بسبب الإضراب عن الطعام وتدهور وضعه الصحي. في حالة الوفاة، قد تخرج الأمور عن السيطرة في الشارع بشكل قد لا تتمكن السلطات الخليفية حينها من التحكم بردّات الفعل”. مضيفاً: ” لا نريد أن تحدث كارثة في البحرين، لذا ندعو السلطة الحاكمة في البحرين إلى النظر بحكمة إلى هذه المطالب وإلى الاستجابة لها”.
كما أكد الوداعي، في مقابلة مع بي بي سي نيوز عربي أن عدد السجناء السياسيين في البحرين فاق 1200 سجين، لافتاً إلى أن عدد المضربين عن الطعام في سجن جو يتجاوز حاليا الـ 740 سجينا: “هم مستمرون في الإضراب حتى تحقيق مطالبهم وإن كانت حالات بعض المضربين باتت في دائرة الخطر بسبب تدهور وضعهم الصحي”.
وتابع الوداعي إن “هذا الإضراب هو الأكبر في تاريخ البحرين، وهو أمر لجأ إليه السجناء بعد أن أوصدت في وجوههم جميع أبواب التفاوض مع سلطات السجن”، على حد وصفه.
ومن جهته أكد مدير معهد بيرد، أن المطالب التي رفعها السجناء “مطالب محقة ومشروعة وهي متوفرة لغير السجناء السياسيين، أي المحكومين بجرائم سرقة ومخدرات”، مطالباً السلطات الخليفية بعدم التمييز بين السجناء.