بين التهديد والترغيب: خطة حكومية لإجبار التجار الشيعة للتطبيع التجاري مع الشركات “الإسرائيلية” في البحرين
البحرين اليوم – خاص ..
تحدثت مصادر مطلعة عن توجه خليفي لابتزاز التجار الشيعة ودفعهم للتطبيع التجاري مع الشركات الإسرائيلية المختلفة. وأشارت المصادر إلى أن هناك اندفاع خليفي لإجبار التجار في مختلف المجالات التجارية الغذائية وقطاع الإنشاء والخدمات للتعامل التجاري مع الكيان الصهيوني مقابل تسهيلات المعاملات.
ومن المرجح أن يتم تنفيذ هذا المخطط على مراحل ثلاثة تبدأ بتظهير وجوه شيعية موالية في لقاءات متكررة مع الوفود والشخصيات من جانب الكيان الصهيوني وهو ما يقوم به بدرجة رئيسية وزير الدولة السابق عبد النبي الشعلة، في محاولة لجعل هذا الظهور أمر طبيعي مع الوقت. المرحلة الثانية تتحرك بتوقيع بعض الاتفاقات التجارية مع التجار الغير مهمين من الشيعة الموالين للحكومة، والذين لن يظهروا مقاومة لعروض تجارية ترفع من رصيدهم التجاري وتقربهم من النظام. ومن المتوقع أن يلعب عبد النبي الشعلة الدور الرئيسي الأخير من خلال التواصل مع التجار المهمين من الشيعة بصورة تقديم النصيحة والتشجيع، مع توجيه تهديدات مبطنة باستهداف أعمالهم التجارية في حال الممانعة.
وكون الشعلة وزير سابق ورجل أعمال بارز، وهو رئيس شركة الفنار للاستثمار القابضة، فإنه يتطلع كذلك لإبرام صفقات تدر عليه بالربح وتعزز موقعه المقرب من ولي العهد سلمان الذي يقود المشروع الصهيوني بكل تفاصيله في البحرين.
قائمة التجار الشيعة المستهدفة لن تستثني أحد، والخطر يحوم حول الجميع. وقد ورد من بين الأسماء المستهدفة بحسب المعلومات مجموعة الحاج حسن، مجموعة السيد كاظم الدرازي، حسن وحبيب أبناء محمود، وغيرهم آخرين بما في ذلك استهداف سلسة المطاعم العالمية التي تعمل بوكالات مرخصة لتجار شيعة.
تنفيذ هذا التهديد يعني إغراق السوق بالمنتجات الإسرائيلية، وإدخالها في كل القطاعات التي تشمل المطاعم، الأسواق، أعمال البناء والإنشاء، المفروشات، الإلكترونيات وغيرها. السلع الإسرائيلية قد لا تكون ذات أهمية لبعض القطاعات مثل الخضروات التي يوجد لها بدائل كثيرة، ولا تحتاجها المطاعم والأسواق على سبيل المثال، ولكن المشروع الخليفي يهدف إلى فرضها لجعل التطبيع أمر واقع في الحياة اليومية للمواطنين البحرانيين.
يتوازى ذلك مع مشاريع أخرى مشابهة من قبيل استيراد الأدوية الاستهلاكية من الشركات الإسرائيلية مثل المسكنات ( البندول) وغيرها من الأدوية لفرضها على المرضى مع عدم وجود البديل في المستقبل.
التوجه الخليفي هذا يستهدف إرادة الشعب، والقضاء على نزع أي توجه مناهض لمشاريع التطبيع، ودفع المواطنين عموما للتعايش معه كجزء أساسي من حياتهم، ومن ثم تحويله لأمر حسن في ذهن الأجيال من خلال ما يروجونه في المناهج التعليمية والإعلام عموما.
نجاح هذا المخطط لن يتوقف على ممانعة التجار فقط، بل قد يكون للموقف الشعبي الدور الأهم في إفشاله، وذلك من خلال إشعار التجار أن عواقب التطبيع ستكون أخطر عليهم من عواقب المقاومة، وإسنادهم شعبيا للحيلولة من اخضاعهم حكوميا بالإبتزاز او الترغيب.