الرياض تقطع أي اتصال مع الدوحة بعد ساعات من اتصال ابن سلمان مع تميم لبحث “سُبل حل الأزمة الخليجية”
البحرين اليوم – (وكالات، خاص)
نقلت وكالة الأنباء السعودية عن مصدر مسؤول بوزارة الخارجية قوله في وقت متأخر يوم أمس الجمعة إن السعودية “تعلن تعطيل أي حوار أو تواصل مع السلطة في قطر متهما إياها بتحريف الحقائق”.
وجاء ذلك بعد ساعات من اتصال تلقاه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان من أمير قطر تميم آل ثاني اتفقا فيه، بحسب الوكالة السعودية، على بحث سُبل الخلاف الخليجي الممتد منذ شهر يونيو الماضي.
وقال المصدر للوكالة ”السعودية ليس لديها أي استعداد للتسامح مع تحوير السلطة القطرية للاتفاقات والحقائق وذلك بدلالة تحريف مضمون الاتصال الذي تلقاه سمو ولي العهد من أمير دولة قطر بعد دقائق من اتمامه، فالاتصال كان بناء على طلب قطر وطلبها للحوار مع الدول الأربع حول المطالب”.
وأضاف “ولأن هذا الأمر يثبت أن السلطة في قطر ليست جادة في الحوار ومستمرة بسياستها السابقة المرفوضة، فإن المملكة العربية السعودية تعلن تعطيل أي حوار أو تواصل مع السلطة في قطر حتى يصدر منها تصريح واضح توضح فيه موقفها بشكل علني”.
وكانت وكالة الأنباء السعودية أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان تلقى اتصالا أمس الجمعة من أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، وذلك بعد يوم من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن واشنطن ستعمل ما بوسعها لإنهاء الخلاف الخليجي “غير المسبوق” المتواصل منذ شهر يونيو.
وكان ترامب استقبل أمير الكويت في البيت الأبيض أول أمس الخميس، وأعلنا في مؤتمر صحافي استمرار “الجهود” لحل الخلاف بين السعودية والبحرين والإمارات ومصر من جهة وقطر من جهة أخرى، وأعقب ذلك اتصال أجراه ترامب مع تميم، والذي تلاه مباشرة اتصال الأخير بمحمد بن سلمان، وهو اتصال أكدت وسائل إعلام قطرية بأنه جرى بتنسيق من ترامب، حيث أكد تميم وابن سلمان “على ضرورة حل هذه الأزمة من خلال الجلوس إلى طاولة الحوار لضمان وحدة واستقرار دول مجلس التعاون الخليجي”، بحسب ما ذكرت صحيفة “العرب” القطرية، التي أشارت إلى ترحيب تميم بمقترح ابن سلمان الذي نصّ على “تكليف مبعوثين لحل الأمور الخلافية بما لا يمس سيادة الدول”.
وبحسب وكالة الأنباء السعودية، فإن تميم أبدى في الاتصال الهاتفي استعداد الدوحة للحوار “ومناقشة مطالب الدول الأربع بما يضمن مصالح الجميع”، وهي عبارة “غامضة” يرى مراقبون بأنها “تؤشر على أن الأزمة الخليجية ستظل تراوح مكانها لفترة أخرى، ولاسيما وأن التراشق الإعلامي والسياسي بين أطراف الأزمة خلق جراحا إضافية بين أنظمتها، بما أفقدها الثقة ببعضها البعض”، كما يؤكد متابعون بأن “الأوامر” الأمريكية سوف “تُجبر أطراف الخلاف الخليجي على الدخول في جولات من الحوار البروتوكولي والتهدئة المؤقتة، ولكن ذلك لن يكون تمهيدا لحلّ نهائي لأزمة ضربت جذورها عند الطرفين”، وهو ما تبين بعد إعلان الرياض وقف الاتصال مع الدوحة بعد ساعات قليلة من إجراء الاتصال بين ابن سلمان وتميم.
من جانب آخر، يرجح بعض المراقبين أن تجد السعودية نفسها مضطرة، في وقت لاحق غير بعيد، لاتخاذ خطوة “تكتيكية” للتهدئة مع قطر، رغبة من آل سعود لتهيئة الأجواء لما يُشاع عن إعداد متسارع لمحمد بن سلمان لتولي العرش السعودي، فضلا عن التحضيرات “البطيئة” لإعادة العلاقات الدبلوماسية بين الرياض وطهران، وهو ما قد يُحرج ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد وآل خليفة في البحرين ويجعلهما في “موضع المتورِّط في نتائج الفجور في الخصومة مع قطر، وقطْع خطوط العودة معها”.
ويسود اعتقاد في أوساط إعلامية وسياسية بأن ابن زايد هو وراء تشديد الموقف ضد الدوحة، وأنه منْ تولى “إدارة” الأزمة وتصعيدها وصولا إلى قطع العلاقات وفرض الحصار على قطر.