بعد غياب طويل.. قيادات من “الوفاق” تشارك في حفل للسفارة الأمريكية وسط مشاعر من “الصدمة” و”الاستياء”
المنامة – البحرين اليوم
فوجيء مواطنون وناشطون من ظهور قيادات أساسية في جمعية الوفاق (المغلقة) في الحفل العام الذي أقامته سفارة الولايات المتحدة في المنامة مساء أمس الثلاثاء، ٨ نوفمبر، بمناسبة الانتخابات الأمريكية، مشيرين في المقابل إلى غياب هذه القيادات عن المشهد السياسي العام منذ شهر يونيو الماضي، إضافة إلى عدم تصديهم أو تصديرهم لمواقف عملية بشأن الهجوم الخليفي المتصاعد ولاسيما بشأن آية الله الشيخ عيسى قاسم وسحب الجنسية منه وفرض الحصار على بلدة الدراز.
وقد شارك كل من خليل المرزوق، عبد الجليل خليل، والسيد هادي الموسوي في الحفل الذي أقامته السفارة الأمريكية مساء أمس في فندق الدبلومات بالمنامة، بناء على دعوات رسمية وجهتها السفارة.
التعليقات عبرت عن “الصدمة” و”الاستياء” من مشاركة قيادات من “الوفاق” في هذه الفعالية “الاحتفالية العامة” متحدثين عن سبب تغيُّبها عن اعتصام الدراز التي تتعرض للحصار العسكري منذ أكثر من ١٤٠ يوما، كما أبدى نشطاء الامتعاض من وضْع قيادات من “الوفاق” للعلم الأمريكي على صدورهم في الوقت الذي يؤكد معارضون بأن واشنطن كان لها الدور “المؤثر” في دعم النظام الخليفي والتغطية على جرائم قواته والقوات السعودية بحق البحرانيين، كما أشار ناشطون إلى “مخالفة” تلك القيادات “الوفاقية” للموقف “المعروف” عن الشيخ قاسم تجاه الولايات المتحدة وتحفظه على الانفتاح والتعاطي معها، وهو “تحفظ” أخذ وضوحه مع “ثبوت” التواطؤ الأمريكي ضد ثورة البحرين وصمت الإدارة الأمريكية إزاء عمليات القتل والاضطهاد التي ينفذها السعوديون والخليفيون بحق المواطنين طيلة السنوات الماضية.
وفي حين تردد بعض المؤيدين لجمعية “الوفاق” من إبداء موقفهم من مشاركة قيادات من الجمعية في الحفل الأمريكي، فإن بعض النشطاء سجلوا انتقادا علنيا لهذه الزيارة، وقال الناشط علي الفايز بأنه كان منتظرا من هؤلاء أن تكون “إطلالتهم” في الدراز “فذلك أولى” لأن ذلك هو مكانهم الطبيعي، بحسب قوله، متسائلا “هل تقولون لنا أن تقديرنا خطأ بالكامل أم العكس؟”، وفي حين اضطر الفايز، المقيم في لندن، لحذف تغريدته من حسابه على تويتر لأسباب غير معروفة، فإن مواطنين سجلوا تعليقات متواصلة بشأن هذه المشاركة “غير المرحب بها”، وعبروا عن مزيج من مشاعر “الصدمة” و”المفاجأة” مع ظهور تلك الشخصيات في مناسبة أمريكية “عامة” وتبادلهم الأحاديث الودية و”النكات” بحضور خليفيين متهمين بارتكاب الجرائم والانتهاكات، وشددت التعليقات على أن هذا “الموقف” يتعارض مع رؤية “المرجعية الدينية” في البلاد، المتمثلة في الشيخ قاسم، داعين تلك الشخصيات لتقديم “الاعتذار والتوضيح للرأي العام” و”تبرير” عدم مشاركتهم في اعتصام الدراز في الوقت الذي “لم يجدوا مانعا من المشاركة بحفل بروتوكولي تقيمه السفارة الأمريكية” بحسب ما قالت بعض التعليقات.
أحد النشطاء وفي تصريح لـ(البحرين اليوم) قال بأنه “من المؤسف بأن هذه الخطوة لن تزيد من حظوظ (المشاركين في الحفل) عند الأمريكيين والخليفيين”، وأكد بأن هذه الخطوة ستجعل منهم “شخصيات ضعيفة، ليس لها موقف، وأن احترامها أو خشيتها لن تكون في الحسبان” بحسب تعبير الناشط الذي ذهب إلى أن هذه المشاركة الوفاقية “المؤسفة” في الحفل الأمريكي “سوف تشجع الخليفيين على مزيد من ابتزاز هذه الشخصيات ومن تمثلهم”.
ومنذ اعتقال أمين عام عام جمعية “الوفاق” الشيخ علي سلمان في ديسمبر ٢٠١٤م، يقول متابعون بأن الجمعية تواجه سلسلة من التحديات بشأن الحفاظ على السياسة التي رسّخها الشيخ سلمان، كما عمدت أوساط قريبة من النظام الخليفي لحرف هذه السياسة و”اختطاف” الجمعية لصالح تطبيع العلاقة مع آل خليفة والمصالحة معه، وهو مخطط أخذت “تتضح معالمه في الأشهر الأخيرة، وخاصة بعد الهجوم على الشيخ قاسم، وانكفاء قيادات وفاقية في الداخل عن المشهد السياسي والميداني، وتخليهم عن نصرة السكان الأصليين في مواجهة الاستهداف الوجودي الذي يتعرض له”، بحسب ما يقول متابعون للمشهد المحلي.