بعد عام من استشهاده : صوت الشهيد النمر يقرع أسماع الدنيا: إما أن نعيش أحرار أو نموت أبرار
البحرين اليوم ـ خاص ..
أخفى السعوديون جثمانَ شيخِ الشهداءِ ظنّاً منهم بأنهم سيُخفون الصّدى الذي يتفجّرُ في دروسه ومن تحت أقدامِه التي لا تتزلزل.. ولكن عمامته الثائرةَ وصوتَه الهادرَ لازال يدوّي في كلّ مكانٍ.. وإعصارُه لم يبدأ بعد.
الجريمةُ لم تُدِخلْ في رصيدِ آل سعود إلاّ المزيدَ من الخيبةِ والعار. فأزيزُ الرّصاصِ لم ينفعْ في انتزاعِ الإرادةِ من أتباعِ الشيخِ الشّهيد. وكلُّ المتسلقين والموالين للقتلةِ خابت أمانيهم بخلوِّ السّاحةِ من الرّجالِ الصّادقين… الذين تجمّعوا في شهامةِ الشيخ حسين الراضي وبقيةِ الثابتين في الساحات والسّجون. وهم يقولو بأن الشّيخ الشّهيدَ لازال أقوى من الأراجيفِ ومن السّيافيين الدّواعش.. وهو يزدادُ حضوراً في النّفوس والعقولِ.. في الداخلِ والخارج.. ليُعطي الدّرسَ الأصيلَ على أنّ القاتلَ لن يهنأ في يومِه وفي نوْمِه، وأنّ الصّامتين والخانعين لن يكونوا إلا حيث تُرمى اللعناتْ ويهلكُ الطغاة.
بعد عامٍ من الجريمةِ.. ارتقى الشيخُ النمرُ ليكون رمزاً عالميّاً للثورةِ والحرية. وكلماتُه أضحت مدرسةً فريدةً في النّضالِ وقوّةِ التّحدي. ترسّخت أقدامُ الشّيخِ النمر في كلّ جهةٍ تلمعُ فيها أصواتُ الأحرار.. وبات ميزاناً يُعرَفُ به الأصلاءُ الأنقياءُ من المطبّلين والباطلين. وقضيّتُه، رغم الخذلانِ والبُهتانِ؛ هي أقوى من أيّ وقتٍ مضى.. لأنها مصونةٌ بدمِه الزّكي.. وبوصاياه التي كتبها داخل أقبيةِ السّجان وبمدادِ من البطولةِ والإباء.
عامٌ يطوي صفحاتِه على أفظعِ جرائم آل سعود في هذا الزّمان.. ولكنهم يعلمونَ أنّ الهامةَ الثابتةَ التي هزمتهم رغم القيودِ والجِراح.. هي اليوم أعلى وأشدُّ بأساً.. وهي الهامةُ التي تغرسُ كلَّ يومٍ مسماراً جديداً في نعشهم الأسود.. والفئةُ القليلةُ المؤمنةُ التي لا تزال تُمْسِك بالجمرةِ التي هزَمَها الشّيخُ الشّهيد.. هي الفئةُ التي تُذكّرُ الأقربين والأبعدين اليوم بأعظمِ معاني الصمود والإخلاص.. وهي فئةٌ تمنحُ القطيفَ أصالتها الحقّةَ.. وترفدُ البحرينَ بالعطاءِ الذي لا ينتهي.. وتقولُ للعالمِ بأنّ النمرَ مازال هنا.. صوتُه لم يُخْمُد.. وأنفاسُه لا تموت.. وحكايتُه لم تبدأ حتّى السّاعة.