المنامة – البحرين اليوم
“اذكروني عند الرحيل.. فإما سجين أو قتيل.. كل ذا لأجل الوطن قليل.. سأرخص نفسي.. سأدع دمي يسيل.. فاذكروني أحبتي إن رأيتموني أسير”.
هذا ما كتبه شوقي رضي على حسابه في تويتر قبل اعتقاله بعشرة أيام، وتحديدا في ١١ أبريل ٢٠١١م. ذكره الناسُ طيلة السنوات الماضية وهو يُواجه حملة التضليل والكراهية بعد دخول قوات درع الجزيرة السعودية وبدء مرحلة “الاجتثاث والمكارثية”، ولكن الناس اليوم، وبعد أكثر من ٥ سنوات من الرحيل؛ ذكرته ورأته وهو يسير بهيئة أكثر شموخا، والأيادي تحيطه بالورود والرياحين وزغاريد الحرية.
السلطات الخليفية أفرجت اليوم الجمعة، ٢١ أكتوبر، عن الطالب الجامعي شوقي رضي بعد قضائه خمس سنوات و٦ أشهر في السجن بتهم مزعومة تتعلق بأحداث جامعة البحرين التي وقعت في مارس ٢٠١١ أثناء اقتحام المليشيات الخليفية حرم الجامعة وتهديدها بالسلاح الطلبة الذين كانوا يتظاهرون في سياق التظاهرات الشعبية الحاشدة التي تشهدها البلاد آنذاك.
ويعتبر شوقي رضي من أقدم سجناء ثورة ١٤ فبراير، وهو عميد معتقلي بلدة العكر، وهو من أوائل الطلبة الجامعيين الذين تم اعتقالهم ضمن الحملة الممنهجة التي بدأها الخليفيون بمعية دخول القوات السعودية البلاد في مارس ٢٠١١م، والبدء في “واحدة من أشد حملات الاضطهاد السياسي والديني التي عمت البحرين”، واستمرت بوتيرة متصاعدة خلال شهري أبريل ومايو، وتم اعتقال شوقي في ٢٦ أبريل ٢٠١١م في سياق قوائم التشهير والملاحقة التي تبادل على إعدادها وتوزيعها موالو النظام وأجهزة المخابرات والإعلام الخليفي.
وقد سجّل شوقي مشاهدته لهذه الحملة من خلال استدعاء أبيات شعرية على حسابه في تويتر بتاريخ ٢٢ أبريل ٢٠١١م تقول: “رأيتُ جرذا يخطب اليوم عن النظافة، ويَنذر الأوساخُ بالعقاب، وحوله يصفّق الذباب”.
وخضع شوقي مع ٥ آخرين من زملائه للمحاكمة في محكمة عسكرية التي قررت في ١٣ أكتوبر ٢٠١١ الحكم عليهم بالسجن ١٥ سنة، وتم خفض الحكم إلى ٥ سنوات وذلك بعد تحويل المحاكمات إلى محاكم “مدنية”. وتعرض شوقي وزملاؤه للتعذيب أثناء الاعتقال والتحقيق وتم انتزاع اعترافات كاذبة منه بشأن أحداث الجامعة.
وكانت آخر تغريدة نشرها شوقي على حسابه في تويتر قوله: “سامح الله كل قلب نوى لي بالأذية” وذلك في ٢٥ أبريل ٢٠١١م، وقبل يوم من اعتقاله. ولكن طلب السماح لا يعني النسيان.