بحضور أمير قطر.. أنباء عن تعهد النظام السعودي منح المعارض كساب العتيبي 5.6 مليون دولار
الرياض- البحرين اليوم
كان إعلان وجود المعارض السعودي كساب العتيبي في قطر أمس مفاجئاً، فهو على ما يبدو كان حريصاً على إخفاء هذا الخبر، خصوصاً في ظل تردد أنباء قبل نحو أسبوعين أنه كان طرفاً في اجتماع عُقد في الدوحة بين أمير قطر الشيخ تميم وولي ولي العهد ووزير الداخلية السعودي محمد بن نايف.
وكان المعارض السعودي المقيم في لندن غانم الدوسري قال في العشرين من الشهر الماضي على حسابه في تويتر إن محمد بن نايف اجتمع مع كساب العتيبي بحضور أمير قطر، وجرى خلال هذا اللقاء عقد صفقة على أن يتوقف العتيبي بموجبها عن انتقاد السعودية ويتخلى عن معارضته للنظام في مقابل حصوله على 21 مليون ريال سعودي (5.6 مليون دولار).
ووفقاً للصفقة التي ذكرها غانم فإن العتيبي يمكنه أن يزور السعودية من دون الخشية أن يعتقل، على أن يعود بعدها للعيش في قطر بدلاً من لندن، مبيناً أن محمد بن نايف أبلغ كساب ان الصفقة لا تعني منعه من الاستمرار في انتقاد الإمارات ومصر.
والدوسري الذي ليس لديه عداوة مع كساب، زعم أنه حصل على المعلومات من وزارة الداخلية، وهو أمر مستبعد، لكن على ما يبدو أن هناك طرفاً مطلعاً على الاجتماع أراد أن يكشف عما جرى فيه، لسبب ما.
والأنباء نفسها أكدتها شخصيات محسوبة على النظام في المملكة في حساباتها في تويتر، لكنها لم تتطرق إلى أي تفاصيل، أنما قالت إن كساب ربما يعود إلى السعودية قريباً.
ورغم هذا الأنباء ألتزم العتيبي الصمت ولم يعلق عليها، وتوقف تماماً عن انتقاد السعودية منذ أكثر من شهرين، وهو ما قد يعطي هذه الأنباء شيئاً من الصدقية، خصوصاً حينما نشر مواطن قطري على حسابه صورة لكساب أمس وهو في مخيم صحراوي معلقاً عليها بالقول “اليوم الدكتور كساب العتيبي في ضيافتنا في الخرارة جنوب الدولة (قطر)”.
وكساب غادر إلى لندن في 1994 وانضم إلى المعارضين السعوديين محمد المسعري وسعد الفقيه، قبل أن يقطع علاقته بهما بعد سنوات، لكنه مستقر في العاصمة البريطانية منذ خروجه من بلاده، ويبدو أن التعويض قضى بأن يمنح مليون ريال عن كل سنة من الـ 21 التي قضاها في المنفى.
وسرت إشاعات خلال السنوات الماضية حول مفاوضات يجريها كساب مع النظام السعودي، ومنها زيارة محمد بن نايف حينما كان مشرفاً على الشؤون الأمنية في وزارة الداخلية له في منزله في لندن قبل نحو أربعة أعوام.
إلا أن هذه المفاوضات يبدو أنها توقفت بعد الربيع العربي، ليبدأ العتيبي هجوماً شرسا على الملك السعودي عبدالله والأمراء السعوديين ومنهم محمد بن نايف، إضافة إلى حكام أبوظبي، الأمر الذي أدى إلى منعه من دخول جميع الدول الخليجية والأردن بإستثناء عُمان وقطر.
لكنه عاد وشكر محمد بن نايف في أكتوبر الماضي، لإرساله طائرة إخلاء طبي لنقل والده من الجوف إلى الرياض (توفي والده قبل أن يتم نقله).
ومعروف عن كساب دفاعه الشرس عن قطر وأميرها طوال السنوات الماضية على حسابه في “تويتر”.
يذكر أن قطر تواصلت مع أطراف من المعارضة السعودية في الخارج خصوصاً الإسلامية منها، وهو ما ألمح إليه رئيس وزراء قطر السابق حمد بن جاسم في مكالمة مسجلة جرت بينه وبين معمر القذافي والتي تم تسريبها بعد مقتل الثاني على يد الثوار في 2011.