“انفتاح خليجي” مفاجيء على العراق من بوابة “مقتدى الصدر”.. ومحللون يحذرون من “اختراق سعودي”
البحرين اليوم – (خاص)
قال وزير الشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش اليوم الاثنين ١٤ أغسطس ٢٠١٧م بأن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان “يقود تحركا خليجياً” للانفتاح على قطر، وذلك غداة لقاء زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر بولي عهد أبوظيي محمد بن زايد في الإمارات، وهو اللقاء الذي جاء مرافقاً لزيارة وزير الخارجية الخليفي خالد أحمد إلى العراق ولقائه المسؤولين العراقيين.
وجاءت زيارة السيد الصدر إلى الإمارات بعد زيارة قام بها إلى السعودية قبل أسبوعين والتقى خلالها ابن سلمان.
ولم تُعرف حتى الآن أبعاد التحرك الخليجي المتسارع باتجاه بغداد، في الوقت الذي نُشر تسجيل صوتي لوزير الداخلية العراقي قاسم الأعرجي أشار فيه إلى رغبة الرياض في قيام العراق بوساطة من أجل إنهاء الأزمة بين السعودية وإيران، والتي بلغت ذروتها بعد إعدام آل سعود للشيخ نمر النمر في يناير ٢٠١٦م ما أدى لاندلاع احتجاجات واسعة في إيران، أعقبها قطع الرياض لعلاقاتها الدبلوماسية والتجارية مع طهران.
ويشكك مراقبون في جدية الرياض في تهدئة التوتر مع طهران، وذهب الباحث السياسي مصطفى اللباد إلى أن التحرك الذي تقوده السعودية للانفتاح على العراق يأتي بغرض “إحداث اختراق في الجبهة العراقية” والعمل على “تفعيل تناقضات المكون الشيعي في المشهد السياسي العراقي”، وهو ما يُفسر فتح الأبواب لمقتدى الصدر في السعودية والإمارات، وقيام وزير الخارجية الخليفي بزيارة مفاجئة إلى بغداد، رغم “التوترات والخلافات العميقة، ولاسيما مع موقف التيار الصدري المناهض للسياسات الخليفية والسعودية. وقد نظم التيار تظاهرات حاشدة ضد خالد أحمد في بغداد ووضع المتظاهرون النعل على صوره تعبيرا عن استنكار تصريحاته المناوئة للعراق والحشد الشعبي على وجه الخصوص.
وقال كان لافتا أن مقتدى الصدر سارع إلى الخروج عن سياق مواقفه السابقة ضد سياسات آل سعود وآل خليفة، وقال بأن السعودية تملك توجها إيجابياً جديدا، وقال بأنها تسعى لإحلال السلام في المنطقة ووصفها بـ”الأب”.
وعبر ناشطون وإعلاميون عن الامتعاض من زيارة السيد الصدر إلى السعودية، ونشروا رسالة مفتوحة في وقت سابق شجبوا فيها القيام بهذه الزيارة في الوقت الذي تواصل الرياض سياساتها العدوانية في الداخل والخارج.