البحرين اليوم – (خاص)
قال مراقبون بأن أوساط إعلامية شبه رسمية في السعودية والإمارات لا تزال تُبدى “الانزعاج” من الموقف الأخير الذي أعلنه رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم بطرده الوفد البرلماني الإسرائيلي خلال الجلسة الختامية لمؤتمر الاتحاد البرلماني الدولي في مدينة سانت بطرسبورغ في روسيا.
وشنت شخصيات وحسابات موالية لآل سعود هجوما “عنيفا” على الغانم، واتهموه بـ”القومجية” و”استعراض العضلات”، وعمدوا إلى “نبش” مواقف الرجل القديمة والتشهير بها.
وقد أثنى أمير الكويت صباح الأحمد الصباح على موقف الغانم، وبعث له برسالة أول أمس أكد فيها بأن ما قام به ضد الوفد الإسرائيلي “هو يجسد جليا موقف الكويت الداعم للأشقاء الفلسطينيين لاستعادة حقوقهم المشروعة، ونصرة قضيتهم العادلة”.
وجاء ذلك في سياق المعلومات الذي نشرتها وسائل إعلام إسرائيلية وكشفت فيها بأن المسؤول السعودي الذي أُعلن بأنه زار تل أبيب في وقت سابق من الشهر الماضي هو ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
ونفت وزارة الخارجية السعودية اليوم الأحد ٢٢ أكتوبر ٢٠١٧م زيارة أحد المسؤولي لإسرائيل سرا.
وقال مصدر مسؤول في الوزارة، تعليقا على الخبر الذي تداولته بعض وسائل الإعلام “المعادية”، كما وصفها البيان، وغيرها؛ إن هذا الخبر “عار عن الصحة جملة وتفصيلا ولا يمت للحقيقة بصلة”.
وأضاف بأنه لن يتم التعليق عليها مستقبلا ولا على ما يروجه “الإعلام الكاذب المعادي” تجاه السعودية ومسؤوليها في هذا الخصوص.
وقد أكّد مسؤول إسرائيلي رفض الكشف عن اسمه، لوكالة “فرانس برس”، أن المسؤول السعودي الذي قام في وقت سابق بزيارة سرية إلى إسرائيل هو ابن سلمان. وكان الصحافي الإسرائيلي أرييل كهانا، الذي يعمل في أسبوعية “ماكور ريشون” (المصدر الأول للخبر) اليمينية القومية، كشف في تغريدة على موقع “تويتر” في سبتمبر الماضي، أن ابن سلمان “زار إسرائيل مع وفد رسمي والتقى مسؤولين”، من غير أن تتبين أسباب الزيارة وما دار فيها.
وتؤكد التقارير تزايد مشاريع التطبيع بين إسرائيل وكل من الأنظمة الحاكمة في السعودية والإمارات والبحرين على وجه الخصوص، وذلك في سياق “التلاقي المشترك على عداوة إيران”،
وأخذت خطوات التطبيع وبشكل غير مسبوق ظهورها العلني المتسارع، وخاصة من جانب آل خليفة الذين بدأوا يشرعون بوتيرة متسارعة في تهيئة الطريق لعلاقات كاملة وعلنية مع الإسرائيليين، ولاسيما بعد الزيارات “الرسمية” للمسؤولين الإسرائيليين إلى البحرين تحت غطاء اجتماعات رياضية وتجارية وغيرها، وكذلك بعيد لقاء حاخامات موالين لإسرائيل بالحاكم الخليفي حمد عيسى في فبراير الماضي، وحرص حمد في أكثر من مناسبة على “الاعتزاز” بهذا اللقاء و”الافتخار” بصداقاته مع الإسرائيليين.
وتحدثت الدورية الخاصة “انتيليجنيس” عن صفقة جديدة مؤخرا بين تل أبيب وأبوظبي لتنفيذ برنامج أمني إلكتروني للتجسس على المقيمن في دولة الإمارات.
ويشارك رؤوساء أركان من البحرين والسعودية والإمارات الأربعاء المقبل في مؤتمر للتحالف ضد “داعش” بالولايات المتحدة، يحضره كذلك رئيس الأركان الإسرائيلي الفريق غادي آيزنكوت، وذلك على الرغم من عدم مشاركة إسرائيل في التحالف المذكور، إلا أن رئيس هيئة الأركان الأمريكية، الجنرال جوزيف دانفورد، الذي يترأس المؤتمر، قرر “تغيير قواعد عقد اللقاء ليتمكن نظيره الإسرائيلي من المشاركة فيه” بحسب ما ذكرت مصادر إعلامية غربية.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان حول هذه المشاركة “سيقوم القادة خلال هذا الاجتماع بمناقشة التحديات الأمنية المشتركة والتقييمات للأوضاع والتطورات في مجال الأمن، التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط، بالإضافة إلى قضايا التعاون العسكري”.
