“الوقاحة السّياسيّة”: كتبها محمد العرب.. سَمَح بها خليفة.. نشرتها صحيفة “أخبار الخليج”
البحرين اليوم – (خاص)
في 8 يوليو كتبَ محمّد العرب (الموظّف في الإعلام الأمني، والمجنّس، من أصول عراقيّة) في حسابه على الانستغرام: “الوقاحة السّياسيّة هي أن يحشر دبلوماسي أمريكي أنفه فيما لا يعنيه في البحرين، وتتعطّل حواسه الخمس عمّا يحدث في سوريا والعراق وفلسطين”.
على تويتر، المداخلة نفسها نُشرت أوتوماتيكيّا في حساب العرب، وسارعت الصّحافيّة (المتشدّدة، والمحسوبة على خليفة سلمان الخليفة) سوسن الشّاعر لإعادة إرسال التغريدة على تويتر.
استخدام لفظ “الوقاحة السّياسيّة” جرى تداوله أكثر في المجلس الذي أطلق فيها خليفة سلمان، رئيس الحكومة الخليفيّة، شرَرَه كلّه، وبلا تورية أو حسابٍ للعبة السّياسة، وكان حضور العرب في المجلس، وأنور عبد الرحمن (رئيس تحرير “أخبار الخليج” التّابعة لخليفة، والمحسوبة على تيّار البعث الخليفي)، (كان هذا الحضور) كافياً لإعادة تدوير اللّفظ المذكور، وأخذ البركة عليه من لدن خليفة. وهكذا كان، وعلى هذا العْهد كان ما نشرته “أخبار الخليج” اليوم الجمعة، 11 يوليو، على صفحتها الأولى.
العارفون بلعبة تداول الألفاظ وتداخلها، والتّناصّات التي تمرّ فيها وعليها، لا يتوقّفون كثيراً عند الإطلاقة الأولى للّفظ، ولكن المهم بالنسبة لديهم هو العمليّات التي تتمّ من أجل ترسيم اللّفظ وتمريره، وإسباغ “الطبيعيّة” والمقبوليّة عليه.
الطّواقم الإعلاميّة والأمنيّة التي تعمل تحت إمرة النّظام الخليفي كانت تملك منذ البدء الضّوء الأخضر لإطلاقِ “الوقاحة” في الإعلام وفي السّياسة، في الدّاخل والخارج. فعلوا كلّ أنواع الوقاحات، ولم يردعهم رادع، لا من دين، ولا من وطن، ولا من ضميرٍ فقدَ آخر أنفاسه على طاولة السمسرة والارتزاق.
البعثي، محمد العرب، الذي يصدق عليه كلّ قاموس الوقاحة وفروعها، لا يجد صدى وقاحاته إلا في فضاء خليفه وصحيفته النّاطقة باسم “فلول صدّام حسين”.
هي شرّ الشّرور، وقد “وافق شنّ طبقة”، والأمرُ أنّ الوقاحة الخليفيّة أعيت منْ يُداويها.
* تغريدات “محمد العرب”