الوفاق والنظام: شدّ الحبل على إيقاع التسريبات والتسريبات المضادة
البحرين اليوم – (خاص)
نشرت مواقع موالية للنظام الخليفي يوم أمس الاثنين، 18 أغسطس، ما قالت بأنه “معلومات” عن “مخططات” جمعية الوفاق لجذب “الشارع السني” و”إشغال الرأي العام بمعلومات قديمة”. وقام حساب “المحرر” على شبكة تويتر (المحسوب الموالين المتشددين للنظام) بترويج هذه “التحليلات” في سياق القول بأنّ الوفاق تستعد للدخول في الانتخابات البرلمانية القادمة.
وبحسب المطلعين، فإن الوسط الإعلامي والسياسي الموالي لآل خليفة، في العموم، يميل إلى إدارة علاقاته مع جمعية الوفاق من خلال لعبة “التسريبات المضادة”، والتي غالبا ما تكون “مسمومة”، و”مجتزأة”، وذلك بقصد الضغط على “الوفاق” من جهة، وإسقاط “الذرائع” التي تعتمد عليها في عملها السياسي المعارض.
بالعودة إلى ما نشره حساب “المحرر”، فإنّ “الوفاق” تركّز على إثارة بعض القضايا الوطنية، بقصد جذب “السنة” إلى جانبها، ومنها ملفات “التجنيس والإسكان”، إضافة إلى نشرها “معلومات قديمة” عن لقاءات بمسؤولين خليفيين “بهدف جعل السنة يشعرون بالظلم”، بحسب ما قال الحساب المذكور الذي يقول بأن الوفاق لديها “قليل” من المؤيدين “السنة”، وأن هدف الوفاق من “إشاعة المعلومات المغلوطة” هو “الإيحاء بأن هناك إجماعا شعبيا على رفض “سياسات الدولة”.
من جهة أخرى، وبحسب “المحرر” دائما، فإن “الوفاق” تسعى “للتمويه على التحركات التي تجرى من تحت الطاولة وإشغال الرأي العام أو تهيئته لتقبل ما تتفاوض عليه مع النظام”. وأضاف الحساب بأن معلوماته تقول بأن “الوفاق”، وعبر وساطة الوزير السابق مجيد العلوي، تتحرك من أجل تفاهمات معينة “تشترطها للمشاركة في الانتخابات”، وقال الحساب بأن مصادره أكدت “أن الوفاق على استعداد تام للمشاركة في الانتخابات بشرط أن تلتزم الدولة بتعديل الدوائر وتنفيذ المحاصصة الطائفية بمنحها الوزارات”.
تمثّل هذه العينة من التسريبات، وبغض النظر عن صحتها، شكلا من أشكال “شدّ الحبل” المعتاد بين جمعية الوفاق والنظام الخليفي، وهو النمط “المعارض” الذي اعتمدته الوفاق خلال الفترة الأخيرة، وذلك بالتعويل على آلية الضغط على النظام من خلال “المعلومات” وتسريبها. ويعلق البعض بأنّ هذه الآلية هي ذاتها التي يقوم بها النظام الخليفي من خلال أدواته الإعلامية والمخابراتية. ووسط هذا الكم من المعلومات، يسعى النظام إلى ضخ ما يشاء من المعلومات “المدروسة”، ولكن مع مزيج من المغالطات والسموم، وهو ما يجعل المشهد “السياسي” بين الوفاق والنظام محكوما ب”هيمنة” المعلومة أو الفكرة التي تلقى الرواج الأكثر والحشد الأعلى. إلا أن ذلك كله لن يكون له أي صلة بما يجري على أرض الواقع، كما أن معادلة “القوى الثورية” سيكون لها التأثير الكبير في إنهاك أي تصارع “سياسي” تكون الثورة ضحيتها.