الوداعي وعبدالله في مقال مشترك بـ”واشنطن بوست”: على العالم أن يكف عن تجاهله للانتهاكات في البحرين بعد مقتل خاشقجي
واشنطن – البحرين اليوم
دعا الناشطان السيد أحمد الوداعي وحسين عبدالله إلى أن يتوقف العالم عن تجاهل الانتهاكات الجارية في البحرين، وخصوصا بعد جريمة مقتل الصحفي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في اسطنبول في أكتوبر الماضي.
ونشر الناشطان مقالا في صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية بتاريخ 22 نوفمبر 2018م، أشارا فيه إلى أن مقتل خاشقجي على أيدي السعوديين فتح الأعين للكثيرين أمام المدى الذي يمكن أن تذهب إليه السعودية في إسكات المعارضة، وهو ما كان غير متصور سابقا بسبب النفوذ السعودي.
وأوضح المقال بأن مقتل خاشقجي يفتح الباب على ملف القمع الواسع في الخليج، والمتواصل منذ سنوات، وأشار المقال على وجه الخصوص إلى مقتل الناشر كريم فخراوي في البحرين العام 2011م، إلا أنّ هذه القضية لم تحظ بنفس الاهتمام الذي حظيت به جريمة قتل خاشقجي، بسبب عدم ظهورها في الصحافة، علاوة على أن المتهمين بقتل فخراوي لم يخضعوا للمساءلة، بخلاف ما حدث في قضية خاشقجي.
إلا أن المقال ذكر أن الأمر المماثل في كلا القضيتين هو عدم استجواب أو التحقيق مع أي مسؤول من العائلة الحاكمة. ففي البحرين، لم يتم التحقيق مع وزير الداخلية راشد الخليفة، وعن دور قواته في التعذيب الممنهج. “حيث يستمر التعذيب بلا هوادة في ظل ثقافة الإفلات من العقاب، وهو ما يجعل قضية الوداعي الذي تعرض للتعذيب واستهداف ثلاثة من عائلته، من القضايا البارزة كما هي قضية خاشقجي، إلا أنها أقل ظهورا واهتماما، كما هو الحال مع قضية خاشقجي”، كما يضيف المقال.
وأكد الناشطان البحرانيان بأنه على الرغم من الاهتمام الموجه حديثا إلى منطقة الخليج، بفضل قضية خاشقجي، إلا أن “مناخ القمع لازال مزدهرا، وتعتبر البحرين مثالا رئيسيا على ذلك”.
وأشار المقال إلى الانتخابات التي تجري يوم السبت 24 نوفمبر في ظل “بيئة من القمع العميق، والقيود الصارمة على الصحافة وحرية التعبير”، علاوة على اعتقال النشطاء السياسيين والمدافعين عن حقوق الإنسان. وأكد المقال بأن الحكومة في البحرين قررت قبيل الانتخابات الإجهاض على المعارضة السياسية، وهو ما تأكد مع سجن الشيخ علي سلمان بالمؤبد بتهم “التجسس الملفقة”، وجاء ذلك بعد يوم واحد من سفر الحاكم الخليفي حمد عيسى إلى السعودية ولقائه الملك سلمان.
وجاء في المقال “في هذا الاجتماع، بدلا من مناقشة طرق تخفيف التوتر مع المجتمع الدولي في أعقاب مقتل خاشقجي، والتي قد تبدو كرد فعل منطقي لكثيرين؛ ضاعف الجانبان من “التصريحات الإعلامية المشينة”، مُظهرين غطرسة وُلدت من معرفة أنهم يمكن أن تستمر انتهاكاتهم مع القليل من الخوف من العواقب”.
واتهم المقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتقديم الدعم الكامل لهذه “الغطرسة”، مشيرا إلى حديث وزير الخارجية مايك بومبيو مع ولي العهد الخليفي سلمان حمد، حيث “لكن لم يكن هناك أي مؤشر علني على أن بواعث القلق المتعلقة بحقوق الإنسان قد أثيرت – وهو إهدار مخيّب للآمال لفرصة أصبحنا نعرفها جيداً”.
وقال المقال “ما ناقشه الوزير بومبيو وسلمان كان التوصل إلى حل سياسي في اليمن. ومن المفارقات أن المدافع البحراني البارز نبيل رجب يُسجن بشكل غير قانوني بسبب إثارة مخاوف مماثلة قبل سنوات – داعياً في تويتر إلى إنهاء الحرب في اليمن وانتقاد دور النظام في البحرين في التحالف الذي تقوده السعودية على اليمن”.
كذلك أوضح المقال بأن الكونغرس الأمريكي أضاع “فرصة هذا الأسبوع لاتخاذ موقف بشأن البحرين، ورفضَ التشريع الذي كان سيوقف بيع الأسلحة إلى البحرين”.
وأضاف “إدارة ترامب، جنبا إلى جنب مع عدم وجود رقابة من جانب الكونغرس، شجعت النظام القمعي وأعطت البحرين الضوء الأخضر لقمع المدنيين وسجن القادة السياسيين خلال الدورة الانتخابية التي كان ينبغي أن تكون فرصة لعائلة آل خليفة لتخفيف حدة التوتر، وتقديم مبادرات لجماعات المعارضة السياسية وإطلاق سراح السجناء السياسيين”، وبالتالي “ليس من المفاجئ أن الانتخابات المقبلة في البحرين لن يكون لها أي فرصة في أن تكون حرة أو نزيهة”.
وختم المقال “تدخل البحرين في انتخاباتها البرلمانية بحوالي 4000 سجين سياسي، وغياب أية معارضة سياسية، وعدم وجود إعلام مستقل، وانتفاء الحرية والنزاهة. لقد حان الوقت لتحول كبير في سياسة الولايات المتحدة إزاء الوضع في البحرين”.