الوداعي والخواجة في مقال مشترك بـ”الغارديان”: السيارة الأسرع هو ما يهتم به العالم وليس عذابات الناس
البحرين اليوم – (خاص)
نشرت صحيفة الغارديان البريطانية مقالا مشتركا للناشطين السيد أحمد الوداعي وزينب الخواجة تطرقا فيه إلى انتهاكات النظام الخليفي أثناء انعقاد سباقات الفورملا واحد في البحرين، والتي بدأت يوم أمس الجمعة ١٤ أبريل، وسط احتجاجات شعبية وحقوقية واسعة.
المقال الذي نُشر اليوم السبت شبّه السباقات بأنها مثل “كعب أخيل” بالنسبة لسياسة المسؤول التجاري السابق للسباقات، بيرني إكلستون، الذي أصبح خارج “الصورة لأول مرة منذ ٤٠ عاماً”، إلا أن ما وصفها المقال بـ”الشقوق” التي بناها في هذه الأمبراطورية لا تزال قائمة، وذلك بالإشارة إلى الإصرار على إقامة السباقات في بلدان معروفة بالاستبداد.
المقال الذي دعا إدارة الفورملا واحد إلى وقف سباقاتها في البحرين في حال لم تستطع حماية “البحرانيين العاديين”؛ أكد بأن سباقات الجائزة الكبرى لا تلتزم بميثاق حقوق الإنسان في تنظيم سباقاتها، مشيرا إلى إلغاء السباقات في العام ٢٠١١م بعد أن “أعلنت الحكومة (الخليفية) فرض الأحكام العرفية وسحقها بالقوة للاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية”، إلا أن السباقات عادت في العام التالي في الوقت الذي دعا عشرات الآلاف من المواطنين إلى إلغائه عشية قتل الشاب صلاح عباس.
وأوضح المقال بأن سباقات الجائزة الكبرى “تتزامن مع قمع متزايد في البحرين”، وذكر بأن معهد البحرين للحقوق والديمقراطية (بيرد) أجرى تفاوضا مع إدارة الفورملا واحد في العام ٢٠١٥م، وانتهى بنجاح بعد اعتماد الإدارة مباديء حقوق الإنسان. وقد كان من بين الذين شاركوا في المفاوضات، الناشط الحقوقي نبيل رجب الذي يُعتقل حاليا بسبب نشاطه في مجال حقوق الإنسان.
وأضاف المقال بأن سباقات الجائزة الكبرى بدأت هذا الأسبوع في الوقت الذي يُعاني رجب وآلاف الضحايا بسبب “خيانة الصمت من قِبل حكومة تيريزا ماي وإدارة دونالد ترامب”، حيث العلاقات وثيقة بينهما وبين النظام الخليفي المعروف بأنه يمثل “ملكية وراثية تحكم بالقوة والقمع المطلق”، في حين يُفترض أن “المملكة المتحدة والولايات المتحدة من الديمقراطيات التي تُقدّر حقوق الإنسان”، إلا أن هناك عاملا مشتركا حاسما يجمعهما مع النظام الخليفي، حيث إنهم “يقدرون الصفقات التجارية على حياة البحرانيين”، كما قال المقال الذي أوضح بأن “المصالح المالية تؤدي إلى إبطال حق الناس في حياةٍ خالية من الخوف والإضطهاد”، وهو ما يجعل المواطنين في البحرين يرون “أن الديكتاتورات والديمقراطيات متحالفة ضدهم”.
وجاء في المقال بأن بعض الصحافيين سألوا ناشطين قبيل انطلاق السباقات هذا العام “لماذا علينا أن نتوقع أن تهتم الفورملا واحد بحياة البحرانيين وحقوقهم، وإظهار حكومات المملكة المتحدة، حيث مقر إدارة الفورملا واحد، والولايات المتحدة القلق إزاء ذلك”. وقد جاء ذلك بعد أن أبدى ناشطون القلق نفسه حينما قالوا بأن “اللا مبالاة هي أسوأ أنواع القسوة”.
وأكد المقال بأن استمرار السباقات وعدم الاستجابة لدعوات إلغائها في البحرين؛ تقدّم رسالة مفادها أن “تضحيات البحرانيين من أجل تقرير المصير لا تعني شيئا، وذلك لأنها ليست على قدم مساواة مع أولئك الذين يتمتعون بحقوقهم في ديمقراطيات الغرب”. كما أن تنظيم السباقات يقول بأن “حفلة إنريك إغليسياس في مضمار السباق هي أكثر أهمية من حقوق البحرانيين في الحرية، وأن رعاية السباقات أكثر أهمية من حياة المتظاهرين”.
وفي حين “يعتقد البعض بأن جائزة البحرين الكبرى تمنح الصحافيين الفرصة لتغطية انتهاكات حقوق الإنسان في الداخل، حيث إنه لا يُسمح للصحافيين بدخول البلاد، ولكن عندما سئل أحد الصحافيين عما إذا كان مستعدا حقا للالتقاء بالمتظاهرين وضحايا التعذيب، أجاب بتردّد بأن ذلك قد لا يكون فكرة جيدة، لأنه مُطالب من الحكومة (الخليفية) بتوقيع أوراق تفيد بأنه لن يغطي شيئا سوى السباقات، أو سيتم سحب التأشيرة منه فورا”.
وأكد المقال “إن السيارة الأسرع هو ما يهتم به العالم، وليس عذاب الناس الذين يناضلون من أجل حقوقهم”.
كما أوضح بأن “الوضع الرهيب” في البلاد لا يمكن إنكاره، وهو في تفاقم مستمر في ظل إقامة السباقات، كما أن النظام يتعامل مع السباقات باعتبارها “فرصة للعلاقات العامة”، ويتم خلالها “إسكات المتظاهرين المعارضين والناشطين بلا رحمة، في حين تتوجه الكاميرات إلى لويس هاميلتون في المضمار”.
وفي ختام المقال، دعا الوداعي والخواجة الإدارة الجديدة لسباقات الفورملا واحد لكي يسألوا أنفسهم: “هل تريدون أن تكون هذه الرياضة ممثلة في البلدان المستبدة؟”. وأضافا “الجائزة الكبرى في البحرين تدعي بأن هذه البلاد هي المكان الأنسب للاستمتاع بالشمس والبحر والرمال. هذا جيد، ولكن هناك الآلاف في البحرين الذين يحبون الشمس والبحر والرمال أيضاً، ولكن يتم سجنهم بسبب المطالبة بحقوقهم”.
وختَما “سوف يتم سجن المزيد عندما تبدأ أضواء بداية السباقات في نهاية هذا الأسبوع. تقع على الفورمولا واحد مسؤولية توفير سلامة هذه الحياة للبحرانيين. إذا كان الفورمولا واحد لا تستطيع أن تفعل ذلك، فليس عليها أن تقيم السباقات هناك”.