النويدرات بلدة راية العز والبصيرة والشهادة
البحرين اليوم ـ خاص ..
النويدرات أو بلدة راية العز ,قرية بحرانية إشتهر أهلها ومنذ القدم بالطيبة والكرم والأخلاق الحميدة, حباها الله بالعيون والمسطحات المائية ومن أشهر عيونها القديمة عين ام الشويلي والعين العودة. هذه الوفرة في المياه حوّلت النويدرات مثل العديد من قرى البحرين الأخرى الى أرض للنخيل الباسقات التي استقى منها اهلها الشموخ بهاماتهم العالية.
وتحت ظلال النخيل انتشرت في زواياها مراكز تعليم القرآن الكريم والمآتم التي ربّت أهلها على العيش بعزة وكرامة والتضحية بالغالي والنفيس من اجل العقيدة والشرف والوطن. وهكذا فعل ابنها البار الشهيد عيسى قنبر الذي وقف مخاطبا القاضي الخليفي الذي أصدر عليه .حكما بالإعدام قبل ثلاثة عقود مردّدا لمقولة اقتلونا فسيعي شعبنا اكثر فأكثر.
وقبل قنبر بثلاثة عقود إنتفض أبناؤها ضد الظلم الذي لحق بمئات العائلات الذين قطعت سلطات آل خليفة أرزاقهم عندما فصلت معيليهم من شركة بابكو.
تحدى الأهالي القرار الخليفي وقطعوا الطريق نحو الشركة في مارس من العام ١٩٦٥, وكان الردّ الخليفي رصاصات غادرة أطلقها المرتزقة على المحتجين وأسفرت عن استشهاد عبدالله مرهون سرحان وعبدالنبي سرحان.
حمل منها وقبل اربعة عقود أستاذ البصيره عبدالوهاب حسين راية الوعي الذي انتشر في أرجاء البحرين , ولم تفلح معتقلات آل خليفة في إسكات صوت الأستاذ الهادر الذي خرج وبعد ربع قرن من استشهاد قنبر, ليعلن بدء ثورة ضد عائلة آل خليفة, توشك ان تكمل عامها السادس ولازالت عصية على الخليفيين وأسيادهم الذين فشلت كافة محاولاتهم لإحتوائها.
قاد الأستاذ المسيرة الأولى في ثورة الرابع عشر من فبراير والتي رفعت شعار إسقاط هذا النظام العائلي المتعجرف والفاسد. كان حضوره الميداني وكلماته النيّرة وقودا للثورة التي انتشرت في قرى البحرين كسريان النار في الهشيم.
قوات آل خليفة صبّت جام غضبها على بلدة الأستاذ الذي فجّر الثورة ولكن أنى لمن تربى عند المعلم ان يعرف الإستكانة والإستسلام؟ وكيف يستكين من تربى على قيم القرآن ونهل من مدرسة الحسين في مآتم تلك البلده ؟
أبت النويدرات إلا ان تفجّر غضبها على مرتزقة آل خليفة, فكانت عملية راية العز التي انتفض فيها اهلها على المرتزقة الذين إنتشروا عند مداخل البلدة دفاعا عن ولي نعمتهم القابع كالجرذ في قصر الرفاع.
الخليفيون من جانبهم أفرغوا حقدهم على بلدة راية العز بزجهم بخيرة أبنائها في المعتقلات وفي مقدمتهم حامل راية الثورة الأستاذ برفقة القادة والرموز ,لكنهم عجزوا ولم تعجز النويدرات التي لازالت تهدر في طرقاتها شعارات الثورة وبكل قوة وحماس وهي تستقبل العام السابع من الثورة, ولازالت راية عزها تناطح النخيل بشموخها لإنها راية الحق والعدل التي ستظل خفاقة بيد البحرانيين وحتى تخليص بلادهم من أسوأ نظام حكمها عبر التاريخ.