النظام يدفع ثمن تخطي الخطوط الحمراء
البحرين اليوم – مقالات
بقلم: يعقوب الستري
حينما يسيطر جنون العظمة، والسياسة الإقصائية، والنَّفس الطاغوتي، يقع الظالم في شرّ أعماله ويدفع ثمنها عاجلاً أم آجلاً، كالذي يحصل للنظام الخليفي الطاغوتي في البحرين.
لنرى المحطات التي يتحسّر عليها النظام الظالم في البحرين، ولتكن تذكرة لمن شاء أن يعزّز قناعاته بضرورة التغيير الجذري في البلاد:
√ الانقلاب على ميثاق العمل الوطني بعد فترة وجيزة من تبريد الساحة وهدوئها، وظهور جماعة متمسكة بالحقوق بشكل أكبر من السابق، وهو ما يُطلق عليه الآن “تيار الممانعة”، وهو ما عقَّد المشهد السياسي على النظام.
√ فرض قانون الجمعيات، وبروز تشكيلات سياسية ميدانية لا تؤمن بالدخول في مؤسسات الدولة التي جعلها النظام على هيئة مصائد للمعارضين والموالين، ما أدّى إلى توسّع القاعدة الجماهيرية لتيار الممانعة.
√ الضربات الأمنية غير المحسوبة من ٢٠٠٧ ولغاية ٢٠١٠، والتي أضافت حِمْلاً ثقيلاً على النظام، وكانت إحدى أسباب التذمّر لدى شريحة واسعة من الشعب، بل وكانت أحد أسباب قيام ثورة ١٤ فبراير.
√ التعامل غير الموزون مع المتظاهرين والثوار في يوم ١٤ فبراير، حيث سقط أحد المواطنين ضحية لاستهتار قوات المرتزقة، ما شكّل نقلة مدمّرة للتاريخ الخليفي المعاصر، ورُفِعَ شعار “الشعب يريد إسقاط النظام.
√ ارتكاب مجزرة الخميس الدامي، أدّى لتعزيز مبرّرات رفع سقف الأهداف الثورية، وساهم في كسر التعتيم الإعلامي على معاناة الشعب.
√ ضرب الاعتصام المركزي في ميدان الشهداء واعتقال القيادات من الصف الأول في تيار الممانعة، ما شكّل إطلاق اليد لهذا التيار وفتح الخيارات على مصراعيها في مواجهة النظام.
√ منع مهرجانات الجمعيات الرسمية المسجلة وحلّها واعتقال قيادييها، ما أعطى مؤشراً دقيقاً على أن هذا النظام لا يفرّق بين معارضيه، والكل معرّض للانتقام وتصفية الحسابات.
√ استهداف رمزية آية الله الشيخ عيسى قاسم وسحب جنسيته وترحيله، وهنا صرّح النظام بأن الطلاق بائن بينه وبين الشعب الأصيل، ولا عودة إليه أبداً.
من خلال هذه المحطات الهامة، منذ استلام الحاكم الخليفي حمد عيسى لمقاليد الحكم، يتضح أن هناك عقلية غير حكيمة تسوق القبيلة الخليفية نحو الهاوية، وأن هذا الحكم عليه أن يدفع ثمن كسره للخطوط الحمراء، شاء أم أبى، فالأمور لا تمر مرور الكرام، بل لا عبور نحو ضفة الاستقرار إلا بهذا الثمن.