المخابرات العربية في البلاد الأوروبية.. هل يجب الحذر؟
البحرين اليوم – (خاص)
بقلم: عباس الجمري
كاتب من البحرين
في تقريرها السنوي، قالت وكالة الاستخبارات الاسترالية “آزيو” إن الجواسيس الأجانب تواجدوا بكثرة في أستراليا خلال هذا العام، ويستهدفون بالدرجة الأولى مواطنيهم من عروق إثنية. وقال التقرير – الذي نُشر ملخصه قبل أسبوع في صحيفة فيرفاكس وصحيفة نيوز كورب – إن أكثر الجواسيس المكتشفين هم من المخابرات الصينية والروسية.
لكن الملفت بالنسبة لي، أن التقرير أشار إلى وجود جواسيس عرب، ورجّح وجود مثل هؤلاء الجواسيس في أوروبا أيضا.
وهذا يضع من هم في المنافي من المعارضين “العرب”، عموماً و”البحارنة” خصوصا على محك خطير، خصوصا وأن بعض أهالي الناشطين قد استهدفوا في بلدانهم بسبب نشاط المعارضة في الخارج.
لا ننس أن قناة الـ BBC نشرت قبل فيلماً وثائقياً قبل أشهر عن نشاط المخابرات السعودية تجاه أفراداً من آل سعود منشقين، وروت بشهادات حية ثلاث عمليات اختطاف للأمراء “الضحايا”، لأنهم وقفوا في وجه سياسة عائلتهم الحاكمة.
إذا كان النشاط الاستخباراتي يصل إلى هذا الحد من “القذارة” ،وينتج عدداً هائلا من التصورات والتحليلات عما سيؤول له مصير المعارضين، فإن ذلك يعني أن النشطاء على مفصل جديد من التحدي يصل إلى “التضحية”، رغم أن اختيار الغربة أساساً جاء لأن الجو الآمن يحيط بالسياسات والقوانين المعمول بها في البلاد الأوروبية، وأن المجتمعات المستقرة هناك توفر بيئة خصبة للعمل السياسي والحقوقي والإعلامي في مندوحة كبيرة تتسق مع الحريات العامة المضمونة والمصونة في تلك البلاد.
إذن، تصاعد التحدي يتسق مع تصاعد وتيرة الحروب الإقليمية في المنطقة العربية والحروب بالوكالة، ولعل هذا هو التموضع الجديد الآخذ في الحذر والتحدي معاً نحو نضال لا يعرف السدود.