المحتجز محمود أحمد علي لوكالة أنباء (البحرين اليوم): “لا أعرف وطنا غير البحرين”
ولد محمود أحمد علي في البحرين عام ١٩٩٣ لأم بحرانية وأب أجنبي. نما وترعرع على هذه التربة التي شرب من مائها، واستنشق هواءها، حتى لم يعد يطيب له عيش على أرض سواها.
إلا أنه اليوم مُهدّد باقتلاع جذوره من هذه الأرض التي أحبها، ولا يعرف “وطنا غيرها”، كما صرح لنا من معتقله في مديرية الجوازات في المنامة يوم الثلاثاء الماضي(٢ ديسمبر).
بدأت قصته بحسب ما رواه لنا، عندما تم اعتقاله عند نقطة تفتيش في بلدة جنوسان يوم (٢٩ أبريل) من العام الماضي.
محمود كان رياضيا، يلعب في فريق “الاتفاق” البحراني، ويدرس في أحد المعاهد، ويساعد والده في عمله. إلا أنه وجد نفسه فجأة معتقلا، وبلا ذنب، سوى كونه وُلِد من أب أجنبي. سيق إلى مديرية التحقيقات، وتعرّض لشتى صنوف الضرب والإهانات، ليستقر به المقام في سجن الحوض الجاف.
هناك، بدأت رحلة معاناة لازالت مستمرة منذ قرابة العامين. مكث في سجن الحوض الجاف على ذمة التحقيق مدة خمسة أشهر، قبل أن تُصدِر عليه إحدى المحاكم حكما بالسجن لمدة سنة بتهمة “التجمهر وأعمال شغب”، ليُنقل بعدها إلى سجن جو.
كان محمود يظن بأن معاناته ستنتهي حال انتهاء محكوميته في أبريل من هذا العام، فيما كانت والدته في أشد الشوق لرؤية ابنها حرا طليقا مرة أخرى. إلا أنه فوجيء بنقله من سجن جو إلى مديرية التحقيقات التي أعادته بدورها إلى سجن الحوض الجاف، والذي أعاده إلى التحقيقات التي أرسلته إلى سجن الجوازات، والذي يتواجد فيه حاليا.
محمود مُهدّد بالإبعاد من البلاد لعدم امتلاكه للجنسية البحرانية، بالرغم من أن أمه بحرانية، وعاش في هذه البلاد ٢١ عاما.
محمود قال لنا بأن “البحرين وطنه، وليس لديه وطن آخر، وأنه يدفع ثمن سياسات التمييز الطائفية التي تمارسها السلطات”، فهو ومنذ اعتقاله؛ يتعرض إلى شتى أنواع الإهانات ذات الطابع الطائفي.
السلطات التي سنّت العديد من القوانين التي تحفظ حقوق أبناء البحرانيات المتزوجات من أجنبي، كما تدّعي، تضع تلك القوانين على “الرفّ”، وتتصرف بطائفية مقيتة. وفي المقابل، فإنها تواصل سياسات تجنيس الأجانب الأغراب عن هذه الأرض، الذين لا يرون في البحرين سوى “بقرة حلوب” تدرّ لهم المنافع، فيما يظل ولاؤهم لأوطانهم الأصلية.
وأما منْ وُلد وترعرع على هذه الأرض، ورسخت جذوره فيها؛ فهو مُهدّد في وجوده، مثل محمود الرياضي والمكافح والمتعلم. “إنها البحرين الجديدة في ظل حكم آل خليفة، حيث الكلمة العليا فيها للأغراب، وأما اهل البلد الأصليون؛ فهي بصدد تحويلهم إلى (هنود حمر الخليج)، إذ يبدو أن التجربة الأمريكية قد استهوت آل خليفة! إلا أنهم يتناسون بأن شعب البحرين سيحبط مخططاتهم”، كما يقول احد البحرانيين المعارضين للوكالة.
محمود وجّه نداءا عبر وكالتنا إلى المنظمات الحقوقية، وإلى المجتمع الدولي، داعيا إياهم إلى الإهتمام بقضيته، وفقا للقوانين الدولية ومواثيق حقوق الإنسان التي تمنع حرمانه من حق المواطنة.