البحرين اليوم – (خاص)
عبّر المحامي الأمريكي كلايف ستاففورد سميث عن سخطه من طريقة تعامل الدول الغربيّة مع كبار نشطاء حقوق الإنسان في البحرين.
وتساءل سميث في مقال بموقع هوفنغتون بوست عن سبب التعامل السيء الذي تُمارسه السلطات البريطانية مع الناشط الحقوقي نبيل رجب وعائلته، مطالباً باعتذار إلى رجب، الذي وصفه ب”الصديق”.
ويقول سميث بأن رجب كان “محظوظاً” لكونه لم يتعرّض للكثير من الانتهاكات، واكتفى ب”حصة” من الضرب والاحتجاز في عزلة انفرادية شبه عاري.
ويتحدّث سميث عن “صديق آخر من البحرين”، وهو عبد الهادي الخواجة “الذي يقضي حكما بالسجن المؤبد، وتعرّض للتعذيب”، وهو اعتقال اعتبرته الأمم المتحدة تعسفيا وغير قانوني، كما استذكر سميث.
يستدعي سميث ذكرياته الأولى مع رجب، وذلك عندما جاء إلى اليمن من أجل المساعدة في إقناع عائلات غوانتينامو من أجل السماح لهم بالتمثيل القانوني عن معتقليهم، مجاناً. وعمل سميث بشكل وثيق من أجل الحصول على العدالة لجميع المعتقلين البحرينيين، والسعوديين، وقد منعت السعودية إعطاءه التصريح لزيارة أسر المعتقلين.
وقال سميث، بأنه طوال ارتباطه برجب، عرفه باعتباره ناشطا “ليبراليا”.
وهنا يسأل سميث عن السبب الذي جعل السلطات تضايق رجب وعائلته في مطار هيثرو، فهل هذا الانطباع الأول الذي يُقدَّم عن موطن الديمقراطية وسيادة القانون لأطفال ررجب، آدم (١٦ عاما) وملك (١٢ عاما)؟ حيث أجبرا على أخذ بصمات الأصابع، وهو إجراء يعطي طابعا قادحاً، بعد أن مكثا في مركز اعتقال المطار لساعات.
يقول سميث، بأنه “من المؤسف أنّ السلطات البريطانية أعادت لرجب ذكريات احتجازه ورفاقه من قبل النظام في البحرين، وهو نظام غير ديمقراطي وليس عنده احترام للقانون”.
ويضيف، حديث رجب في مجلس اللوردات “سبب ذعرا بين دبلوماسيين بريطانيين، بسبب تسليطه الضوء على النفاق الوقح لبريطانيا حيال موقفها من البحرين”.
يقول سميث “ليس فقط أعمالنا – كغربيين – مدعاة للقلق الشديد في مثل هذه الحالات، ولكن لا يزال لدينا سياسة واسعة من موقف المتفرّج في الوقت الذي تستخدم السلطات البريطانية وسائل غير قانونية لمنع السياسيين المعارضين من قول الحقيقة”.
ويستحضر سميث ابنة “الصديق القديم عبد الهادي الخواجة”، مريم، وهي “ناشطة ملتزمة بحقوق الإنسان، وقد تم اعتقالها واحتجازها من قبل السلطات بعد عودتها للبلاد في محاولة لزيارة والدها في السجن”.
المحامي سميث يتوقف عند قضية ماهر عباس (٢٨ عاما) الذي تمّ تأكيد حكم الإعدام بحقه هذا الأسبوع “بتهمة من الواضح أنه لا يمكن أن يرتكبها، وبناءا على أدلة تم الحصول عليها بعد أيام من التعذيب وسوء المعاملة المروعة”، ورغم ذلك، يضيف سميث، فإن “المملكة المتحدة تدعم السلطات في البحرين في مواجهة المعارضة المشروعة، وهو ما يزيد قلقنا”.
يقول سميث “أنا، بصراحة، أشعر بالقرف من أن بلدنا تتصرف بهذه الطريقة”، “وسيكون على الحكومة البريطانية أن تقدّم عتذازا غير مشروط (لنبيل رجب) قبل عودته إلى البحرين في غضون بضعة أسابيع”.