المتحدّون لإرادة الشعب البحراني وتوجيهات آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم!
البحرين اليوم – متابعات ..
أعلن آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم موقفا واضحا وصريحا من الانتخابات النيابية التي يعتزم النظام الخليفي الحاكم في البحرين تنظيمها في شهر نوفمبر المقبل. إذ دعا في بيان الجميع إلى الوقوف بوجه “الانتخابات المزيفة المكذوبة على الشعب، الملتفة على حقوقه” والتبرؤ منها في حال إجرائها.
موقف جاء بعد أن حدّد الشيخ الهدف المرجو من إجراء انتخابات سليمة ومقبولة شعبية, وهو انتخاب مجلس نيابي ممثل للشعب وليس للحكم كما هو عليه المجلس الحالي الذي هو أداة بيد السلطة تستعين به لاستمرار سياستها الانفرادية الجائرة بحسب تعبيره. مرجحا بأن المجلس المقبل سيكون نسخة من الحالي متسائلا عن جدوى انتخاب مثل هذا المجلس الذي لا يخدم الشعب بل السلطة.
سبق هذا الموقف دعوة وجهها آية الله قاسم لوحدة فصائل المعارضة في هذه المرحلة الحساسة والمصيرية التي تمر بها المنطقة, فقد دعا الشيخ المعارضة لرص صفوفها لمواجهة التحديات, وهو ما يستوجب اتخاذ جميع فصائل المعارضة موقفا موحدا وليس منفردا يغرد فيه كل فصيل على ليلاه, بل لا بد من برنامج جماعي وموحد لإفشال مهزلة الانتخابات, وهذا اختبار للجميع في المرحلة الراهنة لإفشال مخطط العدو الخليفي المتصهين الذي لا يرتجى منه مخططاته خيرا لأهل البحرين, بل إنه يركز كافة جهوده ومخططاته لإضعاف الشعب والاستقواء عليه.
لذلك عدّ قاسم إنجاز عملية الانتخابات “نكسة جديدة للوطن، وتعميقا أشد لمأساة الشعب، وتثبيتا لدكتاتورية الحكم، وإطالة أمد المحنة العامة التي يعاني منها أهل هذا البلد العزيز”.
فإن هؤلاء الباحثون عن المال والمنصب لا يقلون خطورة وضررا للشعب البحراني عن النظام الخليفي الدكتاتوري, فهم يلهثون نحو الفتات الذي يرميه لهم الخليفيون غير آبهين للمآسي التي خلفها الخليفيون, الذين أزهقوا أرواح العشرات واعتقلوا وشردوا الآلاف وأسقطوا جنسية المئات وحولوا البحرانيين إلى أغراب في وطنهم الذي زرعوا فيه شذاذ الآفاق من شتى البلدان ممن أصبحوا مرتزقة يضطهدون الشعب خدمة لأسيادهم الخليفيين.
يتناسى هؤلاء كل هذه المآسي فهم طارؤون على المعارضة ألقت بهم الأقدار على رصيف المعارضة علهم يحظون بامتيازات في حال حصول تغيير, ومع انغلاق أبواب التغيير فيمم هؤلاء وجوههم صوب النظام طارقين أبوابه بكل ذلة وبلا حياء. اتصالات بديوان ولي العهد الخليفي سلمان بهدف إعادة الجسور معه عسى أن يعفو عنهم ليعودوا إلى البحرين للمشاركة في الانتخابات المزيفة. هؤلاء هم من حذّر منهم الشيخ بقوله “ولكنَّ الباحثين عن المالِ والمنصبِ لا يعيرون الحقّ سمعاً، ولا كوارث الشعوب همًّا”.
فهؤلاء عباد المناصب والامتيازات يدعي بعضهم أنهم من أتباع الشيخ إلا أنهم صمتوا صمت أهل القبور عن دعوته لمقاطعة الانتخابات فلم يعلنوا تأييدهم لها, فبوصلتهم تتحرك بحسب مصالحهم. وصلت الوقاحة بهؤلاء إلى حد مد الجسور مع ولي العهد سلمان راعي التطبيع مع دولة الاحتلال. فالعلاقات مع دولة الاحتلال قطعت خلال عام ونصف من تولي سلمان مقاليد رئاسة الوزراء, شوطا لم تقطعه الدول العربية التي طبعت مع الكيان منذ عقود. فتح أبواب البحرين أمام الصهاينة وعقد اتفاقات معهم في مختلف المجالات من دبلوماسية وأمنية وعسكرية وأمنية واقتصادية وصحية وسياحية وغيرها.
لايتردد هؤلاء عن وضع أيديهم بأيدي هذا النظام الذي طعن الشعب الفلسطيني في الظهر, فقد عزز الخليفيون علاقاتهم مع دولة الاحتلال في وقت زاد فيه الصهاينة من وتيرة انتهاك المجازر ضد الفلسطينيين وانتهاك مقدساتهم, حتى وصف رئيس وزراء الكيان بعد أن أجرى مباحثات مع ولي العهد الخليفي البحرين بالحليف المهم لكيانه.
يضع هؤلاء أنفسهم في خانة الخونة والمجرمين الخليفيين, فهم لا يتحرجون عن مصافحة الأيدي التي تنجست بمصافحة الصهاينة, يريدون تمثيل الشعب البحراني في البرلمان المزيف, رغم أن الشعب وبرغم القمع الخليفي خرج في تظاهرات أدان خلالها التطبيع مع الصهاينة.
لا يتحدى هؤلاء وأمثالهم إرادة الشيخ عيسى قاسم فحسب بل إرادة الشعب البحراني.