الضّحايا يُطاردون الطّاغية: أيّها الجلاّد الأكبر.. الذّاكرةُ لا تنسى ودعواتُ الأمّهات تهزمُ سياطك
البحرين اليوم – (خاص)
المشهد الذي ارتسم اليوم، من البحرين مروراً ببيروت، وليس انتهاءاً بجنيف ولندن، يؤكّد أنّ إرادة الضّحايا هي أقوى من سياط الجلاّدين، وأنْ ليس أمام “الطاغية” الذي يلاحقه الضّحايا وحرارةُ دماءِ الشّهداء؛ إلا الإذعان بأنّه سقوطه في “النّوم” هو اجترارٌ لسقوطٍ متوالٍ في “أحلام اليقظة”، وهي سقوطٌ لن يُفضي إلا إلى تساقطٍ متدرّج، وعلى وقْع هتافات الضّحايا ودعوات الأمهات المكلومات اللواتي ينتظرن أبناءهن عند قاعات المحاكم، ويفارقن آخر حنانٍ وعطْف من أصابع أبنائهن على أبواب المعتقلات.
تظاهراتٌ واعتصامات واسعة شملت مناطق البحرين وبلداتها في اليوم العالمي لضحايا التّعذيب.
بلدة عالي سيّرت تظاهرةٌ عصر اليوم الخميس، 26 يونيو، رفعت هتافاتٍ تحت شعار “أوقفوا التعذيب”، وشارك َفيها الأهالي من الكبار والصّغار، نساءاً ورجالاً، وسرعان ما هاجمت قوّات المرتزقة التّظاهرة، وأطلقت غازاتها السّامة على المتظاهرين، وبينهم نساء وأطفال.
وانطلقت مساءاً تظاهرات دعت إليها القوى الثورية بالمناسبة تحت عنوان “الضحايا يطاردون الطاغية”، حيث تحرّكت تظاهرة في بلدة البلاد القديم، وجابت ضواحي البلدة ورفعت شعارات التّنديد بالحاكم حمد عيسى الخليفة والمطالبة بإسقاطه. واحتضت جدحفص، المصلى، سماهيج، الدير، المالكية، سار، سترة، وبقية المناطق.. فعالياتٍ في هذه الذكرى، وقد باغتت القوّات الخليفيّة أكثرها، واستخدمت المدرّعات في ملاحقة المتظاهرين، وهو ما ألجأ شبّانٌ لاستخدام وسائل ردعيّة محلّية لصّد الاعتداءات على الأهالي.
في السّياق نفسه، نظّمت الجمعيات السياسية وقفة تضامنيّة أمام بيت الأمم المتحدة، واحتشد جمع من المواطنين رافعين صور المعتقلين وضحايا التعذيب.