البحرين اليوم – (خاص)
تستعد قناة العربية السعودية غدا السبت لبث فيلم بعنوان “البحرين.. صندوق فبراير”.
الفيلم من إعداد المرتزق محمد العرب، كما هو معلَن. يكفي ذلك لمعرفة المحتوى المسبق للفيلم الذي يأتي في إطار الحملة السعوديّة “المجنونة” لشيطنة إيران وحزب الله، وتكريس الكذبة المعروفة عن ثورة البحرين واتهامها بأنها تابعة للخارج، ولا تتحرّك وفق الإرادة الشّعبية.
قليل من الإعلاميين والصحافيين المحترفين سيخصصون وقتهم لمتابعة الفيلم. فالرسالة المطلوب إيصالها معروفة سلفاً، وهي مرسومة بأيدي “صحافي” لا يكفّ عن تقديم نفسه باعتباره موظفاً للجلادين والقتلة في البحرين والسعودية، وفي أيّ مكانٍ آخر يدفعُ أكثر.
خرج العرب، قبل العرض، ليردّ على الاتهامات التي يتوقعها. اتهامات يصفها – المسبّح بحمد القتلة وأموالهم – بأنها “غوغاء”، ويعد الجميع بمادة “صحافية استقصائية” ينفرد بها. وعدٌ يعلق عليه أحد الصحافيين العرب بأنه “يُضحك الثكلى”، وهو يسمع “صحافيا” مصنوعاً في أجهزة الأمن والمخابرات للحديث عن “المهنية” والعمل “الاستقصائي” المستقل.
الفيلم الذي قدّمت المخابرات الخليفية والسعودية موادّه الأساسيّة، طُلب من محمد العرب أن ينفذ خلاله السيناريو المعروف: اقتطاع تصريحات قادة الثورة المعتقلين في البحرين (وبينهم الأستاذ حسن مشيمع)، وفبركة التهمة “المشروخة”: حزب الله هو وراء ثورة البحرين. مع محاولة “لزجة” لتمرير تهم أخرى – يتطلبها الجنون السعودي الصاعد اليوم – بشأن تسليح حزب الله للمعارضين والناشطين في البحرين، وبما يهيء الطريق لكذبة آل خليفة وآل سعود من أنّ حزب الله “تنظيم إرهابي”، وأنه “العدو الأخطر من إسرائيل”.
حرب الإعلام التي يخوضها السعوديون والخليفيون لن تجد صداها بين الناس. المؤكد بأن الموالين، والصحافيين المأجورين، من الدرجة التي يعمل فيها العرب وأمثاله، سيكونون متجهّزين منذ الآن للحملة التي تعقب بثّ الفيلم. إلا أن هؤلاء يعرفون بأنّ النّاس في البحرين، خاصة، سيجدون الفيلم فرصة أخرى لإطلاق النكات، والسخرية من “المنتوجات الإعلامية” التي تبثها قنوات آل سعود باستعمال موظفي المخابرات والأجهزة الأمنية الذين يحملون بطاقة “صحافي” و”إعلامي”.
لا جديد سيسمعه الناس من لسان الأستاذ حسن مشيمع. الذي أخبر جلاّديه كلّ شيء قاله وفعله، لأنه كان يؤمن بأن نشاطه علني، ولا يخشى البوح به، أو الخجل منه. قال للجلادين أثناء التحقيق عن مواقفه كلها. زيارته لبيروت، قبل عودته إلى البحرين بعد انطلاق ثورة فبراير، ومطالبه أو رؤيته للتحالف من أجل الجمهورية.. كلّ ذلك قالها الأستاذ مشيمع للمحققين، دون خوفٍ أو وجل، وكان يريد أن تكون “إفادته” شهادة للتاريخ.
إلا أن فيلم العربية لن يتحدث عن التعذيب الذي تعرض له الأستاذ مشيمع، وبقية قادة الثورة المعتقلين. ولا شك بأنّ السيناريو الذي سينفذه المرتزق العرب؛ لن يتعرض للضغوط التي مورست ضد الأستاذين مشيمع وعبد الوهاب حسين، خاصةً، لأجل تسجيل اعتذار مسجل، وبحضور أحد الخليفيين، ويُدعى صقر الخليفة. وهو طلب واجهه الأستاذان بالرفض القاطع، رغم الإعياء والتعب وآلام التعذيب والسجن التي ملأت ملامحمها، ولا زالت تشهد به صحتهما المنهكة.
المطلوب من الفيلم “المخابراتي” الجديد على شاشة “العربية”؛ هو أن يؤدي وظيفة محدّدة: “كذبة أخرى، بمونتاج جديد”، على أن توفر له المخابرات الخليفية والسعودية الأشرطة والتسجيلات والمعلومات “المفبركة” والسيناريو المحدّد الموازي للمخطط السعودي الفارط من العقل والحكمة. وعلى المرتزقة، أمثال محمد العرب، أن يستفيدوا من طاقتهم في بشاعة التضليل، وفي خدمة أجندة القتلة، لإعداد الفيلم وإخراجه.. والترويج له على أنه سيكشف “حقيقة” الثورة التي لا يزال الإغراء والإرهاب والتكالب المتعدد الجنسيات أن يُخرسها ويُسكت مطالبها المشروعة.