البحرين اليوم – (خاص)
حسين كاظم
كاتب من البحرين
من الواضح أن شعب البحرين وعلى مدى عقود يقدم نفسه كأنموذج حضاري لقضايا عديدة مركزية تهم الشعب العربي العريض، الممتد من طولا وعرضا من آسيا وأفريقيا، والمتناثر في دول عدة كجاليات لاجئة فرت من قسورة طواغيت بلدانها.
النموذج المقصود الذي قدمه الشعب البحراني، تمثل في عدة محطات، منها تأييده الواسع لحلف مصر وسوريا ضد الكيان الصهيوني، والاستنكار والشجب وإبداء الغضب عبر التظاهرات والاعتصامات في أكثر من مرة على مدى أربعة عقود، كلما دنس العدو الصهيوني أرض القدس، أو قام بجريمة “مجزرة” في فلسطين أو لبنان، وغيره من المواقف الذي تؤكد أن الشعب البحراني وإن كان مثقلاً بهمومه المستعصية، والتي خلقتها قبيلة الغزو الخليفية فإنه في نفس الوقت لا ينفك عن المشاركة الحثيثة في القضايا القومية العربية والإسلامية التي تخص الجسد الإسلامي.
وفي هذا السياق، قدم الشعب البحراني في أبريل/نيسان من العام 2002 قرباناً مثل آيقونة الفداء لهذا المعنى، وهو الشهيد محمد جمعة الشاخوري، الذي قتل نصرة لأهل فلسطين بعد تعدي الإسرائيليين على آلاف الفلسطينيين.
وليس شغل هذا المقال أن يستعرض قصة أو بطولة الشهيد بالتفصيل، فذلك معروف، إلا أن ما يهمني طرقه هنا هو معالجة واسعة قد نوفق لها يوماً ما أو يوفق لها أحد المهتمين، تجيب على هذا السؤال: “ما هي الخصائص الثقافية والاجتماعية، التي تجعل وازع الفداء متغلغلا في الثقافة البحرانية؟”
ومن هذا السؤال تنولد عدة اسئلة: “ما هو الرابط بين طينة البحارنة المتمخضة بطيبة “النخلاوي” وصبر “الصياد” وتؤدة “النساج” وبين الإصرار والوفاء لقضايا تؤدي إلى الخطر والدهم والمساءلة؟”
ثم: كيف تحرك هذه الخصال الخطاب السياسي لدى البحرانيين، وهل تؤثر سلباً أو إيجاباً في الوقوف إزاء بعض المعوقات السياسية؟