السيد نصر الله: لن نسكت عن فضح جرائم السعودية.. وأعظم موقف في حياتي هو التصدي لعدوانها على اليمن
بيروت – البحرين اليوم
قال أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله بأن المشكلة القائمة مع السعودية تعود إلى مواقف الحزب المناوئة للجرائم والانتهاكات التي يرتكبها السعوديون.
وفي كلمة مباشرة مساء اليوم الثلثاء، الأول من مارس، أبدى السيد نصر الله “استعداد الحزب لتحمّل مسؤولية مواقفه هذه، وشرحها للرأي العام”، مشددا على أن الحزب “محقّ” في هذه المواقف ضد السعودية، ولن يتخلى عنها “ولو بقي وحده”، وقال إن هذه المعركة حاسمة وستغير خريطة المنطقة.
وبشأن التوتر السعودي المتصاعد ضد لبنان، أوضح السيد نصر الله بأن ذلك سيؤذي حلفاء الرياض في بيروت، ولكنه لم يبدِ استغرابه من “الابتزاز” السعودي ضد لبنان بشأن وقف “الهبة” السعودية للجيش اللبناني، وقال “منْ يفعل ما يفعل في اليمن وسوريا والبحرين، ليس غريباً عليه ذلك”.
وقال إن السعودية تسعى من أجل التحريض على حزب الله لإجباره على التخلي عن مواقفه ضد آل سعود، “بغض النظر عن تسبّب هذا التحريض في إشعال الفتنة بلبنان”، وأوضح إن السعودية “غير معنية بمصلحة لبنان بل ب”مصالحها”.
وأضاف إن السعودية غاضبة من حزب الله، وهو سبب كلّ ما تمارسه من ، ولكنه أكد بأن هذا الغضب “ليس جديداً”، وقال إن النظام السعودي فتح معارك عديدة ضد السعودية منذ سنوات، بما في ذلك “ممارسات أمنية” ضد الحزب. وكشف بأن العبارة الشائعة أثناء حرب 2006م، والتي تقول بأن المطلوب من الحرب الإسرائيلية ضد الحزب هو “سحق حزب الله”، هي “عبارة لأمير سعودي”.
وبشأن البحرين، قال السيد نصر الله بأنه “عندما دخلت القوات السعودية إلى البحرين، وسحقت عظام المتظاهرين”، أكد بأن الحزب لم يدخل في المعركة، وظل يردد على ضرورة الحوار في البحرين.
وكشف كذلك على أن السيارات المفخخة التي كانت تُفجّر في لبنان والضاحية كان تُدار من السعودية، بحسب أرقام الهواتف التي تم كشفها.
وعدّد السيد نصر الله الجرائم والمجازر التي يقوم بها آل سعود في اليمن وسوريا، وأكد بأن الحزب لا يمكن أن يصمت أمام كلّ هذه الجرائم.
وقال إن الحزب سيُكمل هذه المواقف الرافضة للجرائم، ولن يتوقف. وأكد بأن أعظم شيء عمله في حياته هو الخطاب الثاني الذي ألقاه في اليوم الثاني للعداون السعودي على اليمن.
وندد بالصمت الذي يقوم به البعض إزاء الجرائم السعودية في اليمن، وقال “إن الشعب البحراني مظلوم، ولكن مظلومية الشعب اليمني أشد اليوم”.
وقال “وصلنا إلى محلّ لا يمكن السكوت فيه” بإزاء الجرائم السعودية.
السيد نصر الله: لا لتفجير السلم الأهلي في لبنان
وفي بداية الكلمة، قال السيد نصر الله بأن السعودية، ومنذ إعلانها عن إيقاف الهبة العسكرية “المفترضة” للجيش اللبناني، في 19 فبراير، بدأت حملة إعلامية وسياسية واسعة.
وأضاف “منذ ذلك اليوم، التزم حزب الله بالتعليق في “الحد الأدنى”، إلا أن ذلك لم يمنع من دخول لبنان في “مناخ متوتر”، وبروز مخاوف لدى اللبنانيين أو المقيمين فيها، بحسب السيد نصر الله الذي أشار إلى برامج قدّمتها وسائل إعلام سعودية، ونجم عنها تحركات “غاضبة”.
وأكد السيد نصر الله على السلم الأهلي في لبنان، ومنع الفتنة في البلاد. وقال بأن حزب الله لا يحضّر لأيّ تحرك شبيه بتحرك 7 أيار.
وتعليقا على ما يُقال عن أن حزب الله في وضع “مخنوق” وأنه “محصور في الزاوية”، قال السيد نصر الله بأن ذلك كلام “سخيف”. وأكد على أن الحزب “قوي”، وأنه في “أفضل وضع منذ 5 سنوات” على المستوى المحلي والإقليمي.
وبشأن البرامج التلفزيونية التي تسخر من حزب الله ورموزه، قال السيد نصر الله بأنها تدل على “ضعف شديد” و”عجز” و”وهم” لدى الخصوم، مشيرا إلى أن مواقف الحزب في اليمن والبحرين والسعودية “واضحة وثابتة”، ويمكن “السجال” مع حزب الله حول هذه المواقف بأسلوب سياسي.
ودعا السيد نصر الله الناس إلى عدم النزول إلى الشارع للتعبير عن الاحتجاج، وشدد على ردود “الأفعال الحضارية”.
وحثّ على دعم الإسهام في نجاح مشروع الفتنة الذي تريده إسرائيل والسعودية، من خلال رفع شعارات معينة.
وشدّد السيد نصر الله على عدم السماح لأية تظاهرة شعبية تنطلق باتجاه السفارة السعودية في بيروت، وخاصة بعد إعدام الشيخ نمر النمر، وأوضح بأن “أن النظام السعودي قتل الشيخ النمر لإشعال فتنة طائفية”، وقال إن تظاهرات غاضبة في الشارع قد “تخدم هذا المشروع”، كما دان وحرّم الشعارات “الطائفية” التي أساءت لبعض الرموز الإسلاميّة، وأشار إلى فتاوى مراجع الشيعة التي تحرّم ذلك.
وبشأن الموقف السعودي من لبنان، قال السيد نصر الله، بأن كل الهبات السعودية، ومنذ موت الملك عبدالله، تم توقيفها وتجميدها، وخاصة بعد عزْل وزير الديوان الملكي السابق (التويجري).
وأكد بأن السعوديين استغلوا التوتر مع لبنان، للإعلان عن وقف “الهبة” السعودية للجيش (3 مليارات)، على الرغم من كون “الهبات” تم تجميدها كلها.
وبشأن الإجراءات الأخرى التي تهدّد بها السعودية ضد إيران، وتوجيه “عاصفة حزم” على لبنان، سخر السيد نصر الله من ذلك، وذكّر بفشل “هذه العاصفة في اليمن”.