السلطة في البحرين بين سياسة الاحتضان والاستعداء
البحرين اليوم – مقالات
بقلم: صادق البحراني
من الحيف أن نقول بأن الاستعداء طبيعة تشمل كافة القبائل، بل هي سمة توجد في غير الصافية قلوبهم وعقولهم، ومن آثر الحصول على الغنائم بالحلال والحرام دون فرق، وأن يكون دين الله مطيّة لمشاريعه الشيطانية.
عندما بسطت قبيلة الخليفة أياديها الملطخة بدماء البحرانيين على أرض أوال، وذلك بعد طردها من الكويت وقطر، صارت تبث الفرقة بين أبناء البحرين الأصلاء، فتوهّم طرف أن الخليفيين يقرّبونه وأدرك آخر أنهم يستعدونه، وفي الحقيقة فإن الخليفيين لا يقرّبون أحداً إلا بعد ضمان عبوديته الكاملة لهم، وبالتالي هم يستخدمونه درعاً لمواجهة أخيه، ومن ثم يُرمى شرّ رمية.
وهذه المعادلة قائمة إلى يومنا هذا، بملاحظة بسيطة جداً نرى أن مفهوم الاحتضان والاستعداء لدى الخليفيين لم يتغيّر، وإنما العبث بديمغرافية البلاد أفرز مشهداً جديداً، وأصبحت عمليتا الاحتضان والاستعداء مركّبة وداخل الأوساط المختلفة على حد سواء.
تعقيدات التقريب والإقصاء/الاحتضان والاستعداء خاضعة لمصالح مؤقتة عند الخليفيين، فالواضح أن تعاملهم مع البحرانيين (الشعب الأصلي) يدلّ على عدم إيمانهم بديمومة بقائهم في هذه السلطة، لذلك هم ينهبون الثروات والأموال دون إرجاع فلس واحد لصالح الشعب، وحتى ما تُسمى بالمكرمات سابقاً، هي في الأساس أموال أتت من الخارج بعد “تسوّل”.
قد يكون الأمر ليس محصوراً في السلطة، بل ينسحب على بقية المؤسسات الرسمية وغير الرسمية، السياسية والاجتماعية، فعندما تسيطر “الأنا” تضيع المصالح العليا، ويتحكّم “الاستعداء” على “الاحتضان”، فتضيع البوصلة، وتنشغل المؤسسة في نفسها بدل انشغالها في مواجهة عدو الناس التي تدّعي دعمهم والدفاع عنهم.