السعودية: كوادر العوامية يوسعون نطاق الاحتجاج.. والإعلام الرسمي يمهّد لتنفيذ الإعدامات

البحرين اليوم – (خاص)

دعا رئيس حزب العمال البريطاني، جيرمي كوربن، رئيس الحكومة، ديفيد كاميرون، إلى التدخل لدى السلطات السعودية من أجل وقف تنفيذ أحكام الإعدام في السعودية، في ظلّ الأنباء المتواترة التي تشير إلى نية النظام السعودي تنفيذ الأحكام في الأيام المقبلة.

وقد أبدى كوربن في رسالته القلق حيال التهديد بتنفيذ إعدام الشاب علي النمر وداوود المرهون، وخاصة بعد تصديق أحكامهم مؤخرا.

وأوضح كوربن بأن النمر والمرهون لم يحصلوا على محاكمة عادلة، معتبرا أن عملية الإعدام تشير إلى نهج جديد لتنفيذ عقوبة الإعدام والتعامل مع المعارضة في السعودية.

يأتي ذلك في سياق انتقادات واسعة في الغرب ضد السعودية، والتي باتت تُقدَّم على أنها نسخة من تنظيم داعش، بحسب رسم كاريكاتور نشرته صحيفة التايمز البريطانية.

الكاريكاتور الذي رسمه الرسام الشهير بيتر بروكس،  ينقسم إلى صورتين، الأولى لأحد عناصر داعش وهو يمسك بسكين ملطخ بالدماء، وأمامه أحد ضحاياه، وفي الصورة المقابلة نفس المشهد لكن مع شخصية تُمسك السيف وتهمُ بقطع رأس شخص ما، ترمز إلى آل سعود.

وينتقد الكاريكاتور صمت الدول الغربية تجاه ما اعتبرها جرائم السعودية التي تشبه جرائم تنظيم داعش.

وفي الولايات المتحدة، احتج عدد من النشطاء أمام مقر سفارة السعودية في واشنطن مطالبين السلطات السعودية بإطلاق سراح الشيخ نمر النمر، ومنددين بسياسات السعودية التي قالوا بأنها تقوم على قمع الأصوات الحرة المطالبة بالعدالة والمساواة والحريات. (شاهد: هنا)

وقال أحد المشاركين في التظاهرة بأن الحكومة السعودية تريد إعدام الشيخ النمر وعدد من النشطاء لأنها تخشى من مواقفهم، مشيرا إلى أن الحكومة السعودية تخاف من الحق خوفا كبيرا لدرجة انها تقتل الناس لتمنعهم عن الكلام. بحسب تعبيره. وشارك في التظاهرة نشطاء أمريكيون وخليجيون.

ميدانياً، ذكرت مصادر محلية بأنّ الكوادر الميدانية في بلدة العوامية، بمنطقة القطيف شرق السعودية، ينوون توسيع نطاق الاحتجاجات عبر إغلاق مداخل البلدة في وجه قوات الطواريء السعودية التي اعتادت على محاصرة البلدة واقتحامها.

وأوضحت المصادر بأنّ مجموعات من الشّبان بدأت بإغلاق المداخل بالسواتر التراتبية والحواجز الخرسانية، فيما أشارت المعلومات إلى استنفار أمني تشهده منطقة القطيف، وأن قافلة من المدرعات السعودية توجهت ناحية العوامية، فيما نُصبت نقاط تفتيش للمارة والسيارات عند حي الناصرة، وفي صفوى.

الناشط السياسي الشيخ حسن الصالح قال بأنّ احتجاجات الشّبان عبر إغلاق الطرق ورفع أعمدة الدخان “ليست عبثية”، وأنها تأتي لحماية أنفسهم من “بطش” وزير الداخلية محمد بن نايف، واضعاً الاحتجاجات الميدانية في سياق رفض الانتهاكات المستمرة، بما في ذلك اعتقال النشطاء وإنزال أحكام الإعدام بحقهم “دون أي مبرر”.

وتسود أجواء من التوتر والقلق في منطقة القطيف مع تزايد المؤشرات التي تفيد بعزم آل سعود تنفيذ أحكام الإعدام بحقّ 7 من نشطاء العوامية، وعلى رأسهم الشيخ نمر النمر.

وأوضح الناشط الحقوقي علي الدبيسي بأن السلطات السعودية بدأت منذ 20 نوفمبر الجاري “تمرير جرعات” عبر صحفها الرسمية تمهيداً “فيما يبدو” لتنفيذ الإعدامات.

وأشار إلى صحيفة الرياض السعودية التي قدّمت تغطية في هذا السياق. (اقرأ: هنا)

كما كشف عن “قصاصة” انتشرت اليوم، تنطوي على أكاذيب بشأن دعوة أهالي “القتلى” للاجتماع بهم، في إطار إخراج مسرحي تحت عنوان “القصاص”.

وشدد الدبيسي بأن المحكومين السبعة بالإعدام لم يوجّه لهم الإدعاء العام تهمة تتعلق بالقتل، وأن الشيخ النمر “داعية للاعنف”، وقال إن النشطاء في العالم، إضافة إلى السياسيين والإعلاميين، يؤكدون بأنّ الشيخ النمر “معارض للظلم” وأنه “سلمي”، مضيفاً بأنّ النظام السعودي فقد مصداقيته عبر استعمال مصطلح “الإرهاب” في تعاطيه مع النشطاء والحقوقيين.

* الأهالي في العوامية.. شكل آخر من الاحتجاجات