البحرين اليوم – (خاص)
هدد الوزير السعودي ثامر السبهان بمزيد من الخطوات “التصعيدية والمتشددة” ضد لبنان بعيد طلب وزارة الخارجية السعودية مساء الخميس ٩ نوفمبر ٢٠١٨ من المواطنين المتواجدين في لبنان مغادرتها فورا.
وقال السبهان في حسابه على موقع تويتر بأن التصعيد السعودي سيتواصل حتى “تعود الأمور لنصابها الطبيعي” على حد تعبيره.
وتولى السبهان، الذي كان ملحقا عسكريا سابقا في السفارة السعودية ببيروت، قيادة الحملة على حزب الله منذ أشهر، وهدد بـ”تحالف دولي” ضده، إلا أن أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله رد عليه في خطاب بشهر أكتوبر الماضي ووصفه بـ”الزعطوط”، وأكد بأن الحزب ومحور المقاومة “أقوى من أي وقت مضى”.
وقد اشتعلت الحملة السعودية ضد لبنان بعيد إعلان رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري الاستقالة من منصبه في مكان ما في العاصمة الرياض.
ومنذ إعلان الاستقالة السبت الماضي؛ فإن العديد من السياسيين والأوساط الفاعلة في لبنان اعتبرت أن الحريري “كان مكرها من السعودية على تقديم الاستقالة”، ودعوا إلى السماح له للعودة إلى لبنان.
وأكد مسؤول لبناني كبير – لم يكشف عن اسمه – لوكالة رويترز بأن الحريري يخضع للإقامة الجبرية في السعودية، كما نقلت الوكالة مساء الخميس عن سياسي مقرَّب من الحريري بأن الأخير محتجز في الرياض وأُجبر على إعلان الاستقالة من هناك.
وكان لافتا أن كتلة المستقبل – التابعة للحريري – أعلنت في بيان مساء الخميس بأن عودة الحريري “ضرورة لاستعادة الاحترام للتوازن الداخلي والخارجي للبنان”.
ودعا وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل في تصريح الخميس إلى عودة الحريري إلى وطنه، فيما تتحدث أوساط سياسية لبنانية بأن هناك “تحذيرا” تم تبليغه الرياض بأن لبنان سيُعلن رسميا اختطاف السعودية للحريري ويطلب من مجلس الأمن الدولي التدخل، وذلك في حال تأخرت عودته أسبوعا.
إلى ذلك، ذهب الباحث السياسي حمزة الحسن إلى أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان “سيُماطل” في إطلاق سراح الحريري، وباستشاره من السبهان. وكشف بأن وفدا فرنسيا حلّ في السعودية والتقى بابن سلمان، إلا أن الأخير رفض طلب الوفد الفرنسي الإفراج عن الحريري “بحجة استكمال التحقيقات في الفساد”، كما لم يسمح للوفد بلقاء الحريري.
ويحل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في الرياض اليوم بعد رحلته إلى دولة الإمارات، فيما أكد ماكرون بأنه سيناقش مع السعودية ملفي اليمن ولبنان.
ورأى حمزة الحسن بأن بيان كتلة المستقبل اليوم قد يُشعل المخاوف السعودية من احتمال انقلاب الحريري على آل سعود في حال عودته إلى لبنان وتحرره منها. وفي حين يتواصل التصعيد السعودي ضد لبنان، إلا أن الحسن أكد بأن الرياض “ستفشل في النهاية في مسعاها لإشعال الفتنة في لبنان”، مضيفا “الغرور السعودي قاتل لأصحابه، الاستعلاء هزيمة”.