البحرين اليوم – (خاص)
تحفظ أغلب زعماء ومسؤولي الحكومات الأوروبية على الرواية السعودية الرسمية بشأن مقتل الصحافي جمال خاشقجي في مبنى القنصلية السعودية في اسطنبول، حيث أقرت الرياض يوم السبت 20 أكتوبر 2018 بمقتله في القنصلية ولكنها ادعت أن “وفاته” كانت بسبب “شجار”، بعد أكثر من أسبوعين من النفي.
وفي حين قالت بريطانيا بأنها “تدرس التقرير السعودي”، قالت بأنها تدرس أيضا “الخطوات المقبلة” في هذا الملف، كما أكدت وزارة الخارجية البريطانية التي وصفت مقتل خاشقجي بأنه “عمل مروع يجب محاسبة جميع المسؤولين عنه”.
واعتبرت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل بأن إيضاحات الرياض بشأن قضية خاشقجي “غير كافية”.
وبدوره قال رئيس الوزراء الهولندي مارك روته بأن “الأمر يتطلب مزيدا من التحقيقات”.
ودعت خارجية فنلندا إلى “تحقيق شفاف” في جريمة القتل.
وكان الدنمارك الأبرز في المواقف الأوروبية، حيث قال رئيس الوزراء لارس لوكه راسموسن بأن الرواية السعودية “لم تعط الحقيقة كاملة”.
في مقابل ذلك، علق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الرواية الرسمية بأنها “معقولة”، ما أكد مخاوف أوساط واسعة من الدور الأمريكي في “التغطية” على الجناة الحقيقيين في جريمة مقتل خاشقجي، في إشارة إلى الملك سلمان وولي عهده نجله محمد.
ولجأت السعودية إلى الإيعاز لحلفائها لإصدار بيانات داعمة لبيانها الرسمي حول مقتل خاشقجي، حيث أصدرت الأنظمة في الإمارات والبحرين ومصر وجيبوبي وغيرها بيانات منفصلة تشيد بالبيان الرسمي السعودي.
ولحق الإعلان رسميا عن مقتل خاشقجي مشاعر واسعة من الاستياء والغضب في الوسط الإعلامي والسياسي بالعالم، كما عبرت أوساط عديدة عن التشكيك في “نوايا” السعودية، مشيرة إلى أن الرياض تحاول تقديم بعض الأشخاص “السمان” كبش فداء لإبعاد التهمة عن محمد بن سلمان الذي تُوجه إليه الأصابع في ارتكاب هذه الجريمة، لاسيما وأن الذين تم إقالتهم بسبب هذه الجريمة، مثل نائب رئيس الاستخبارات أحمد عسيري، هو من الطاقم الأساس لمحمد بن سلمان، وخاصة بعد الحرب على اليمن، حيث كان عسيري أول ناطق باسم التحالف الذي يقود الحرب السعودية هناك.