الحقوقي “بريان دولي”: يوم سيء لعائلة آل خليفة..البحرين تتلقى ضربة موجعة في جنيف
من واشنطن-البحرين اليوم
كتب الحقوقي الدولي “بريان دولي” مقالة في “هافنغتون بوست” بعنوان: “البحرين تتلقّى ضربة موجعة خلال الإستعراض الدوري الشامل بجنيف”، في إشارة إلى المراجعة التي جرت في جنيف يوم الإثنين الماضي (2 مايو 2017) لسجل البحرين الحقوقي.
وقال دولي في هذا الصدد “لقد تلقّت البحرين توبيخا عاما نادرا هذا الصباح في الاستعراض الدوري الشامل للأمم المتحدة، حيث يتم تقييم مدى تقدم البلدان على صعيد حقوق الإنسان كل خمس سنوات”، مضيفا “إنه يوم سيء للعائلة الحاكمة”.
وجاء في المقال “كان على وفد حكومة البحرين الجلوس والاستماع بعد أن بدأت دولة تلو أخرى بإدراج المخاوف بشأن فشل البلاد في إدخال إصلاح حقيقي على الرغم من الوعود التي قطعتها في الاستعراض الدوري الشامل الأخير في عام 2012”.
وأشار دولي إلى أنه ورغم أن عددا قليلا من البلدان، بما في ذلك حليفتها القمعية السعودية؛ وقفت جنبا إلى جنب مع مزاعم النظام البحرين بأنها حققت تقدما؛ فإن وفود من جميع أنحاء العالم حذرت “المملكة من قمعها”.
وأوضح دولي أن أهم القضايا المشتركة المثارة هي استئناف عمليات الإعدام في البحرين ومنع نشطاء المجتمع المدني من حضور دورة الاستعراض الدوري الشامل، وقد أثارتها كل من استونيا وألمانيا ولوكسمبورغ وايرلندا وغيرها.
وأشار دولي كذلك إلى استياء النشطاء الحقوقيين البحرانيين من تباطؤ المجتمع الدولي في اتخاذ مايلزم لوقف القمع ضدهم، ومعتبرا أن انتقاد اليوم يمثل تعبيرا عن استياء الدول وبدون وعود بمزيد من العقوبات، لكن الانتقاد كان “واسعا ومحرجا”.
وأشار إلى أن المملكة المتحدة التي عادة ما تتحاشى انتقاد النظام في البحرين؛ عبّرت عن قلقها من استئناف عمليات الإعدام، في حين انتقدت الولايات المتحدة القيود المفروضة على جماعات المعارضة السياسية، وأشارت على وجه التحديد إلى جماعتي الوفاق و(وعد).
وكشف دولي عن تقديم الولايات المتحدة أيضا سلسلة من الأسئلة المكتوبة إلى الحكومة الخليفية في البحرين قبل جلسة الاستماع، بما في ذلك “كيف تخطط حكومة البحرين لاحترام التزاماتها الدولية فيما يتعلق بحرية تكوين الجمعيات… في ضوء الإجراءات القانونية الأخيرة ضد الجمعيات السياسية؟”، وسؤال آخر حول جهود الحكومة لتشكيل قوات أمنية شاملة للجميع.
وورأى دولي أن السؤال الأخير يشير إلى “إخفاق البحرين في معالجة مشكلة هيمنة الطائفة السنية على القوات الأمنية”. وقال إن الوفد الخليفي عانى “خلال جلسة الاستعراض الدوري الشامل” حيث انضمت المزيد من الدول إلى انتقاد سجله الحقوقي، مشيرا إلى أثارة عدة بلدان، من بينها هولندا، مسألة التعديل الدستوري الجديد الذي يسمح بمحاكمة المدنيين في المحاكم العسكرية.
فيما أثارت الدنمارك قضية المدافع عن حقوق الإنسان المسجون والمواطن الدنماركي عبد الهادي الخواجة. وتحدثت أيسلندا عن منع المنظمات الدولية لحقوق الإنسان من دخول إلى البحرين، فيما أعربت فرنسا عن قلقها إزاء حرية وسائل الإعلام ، وشيلي بشأن التقارير المستمرة عن التعذيب.
وحثت النمسا البحرين على السماح للمقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بالتعذيب بزيارة البلد، وضغطت سويسرا وسلوفينيا باتجاه تنفيذ توصيات لجنة التحقيق المستقله لعام 2011 وانتقدت المكسيك تجريد المواطنين من جنسياتهم. وأثارت هندوراس أيضا مسألة التمييز الديني، وانتقدت الأرجنتين وبلغاريا العودة إلى عمليات الإعدام.
وأوضح دولي أن استجابة الوفد الحكومي كانت “ضعيفة”، حيث ادعي الوفد الحكومي بأن البحرين تتمتع بحرية وسائل الإعلام وحرية التعبير.
وأكّد دولي إن الجلسة “لن تغير البحرين بشكل سحري بين عشية وضحاها، بل هي محاولة من المجتمع الدولي لمساءلة البحرين عن انتهاكاتها”، مشيرا إلى أن الحكومات الأخرى “تعرف بوضوح ما يحدث في البحرين، وأوضحوا أنهم مهتمون”.
دولي اختتم مقالته بالقول “إن الاختبار الحقيقي هو ما سيفعله حلفاء البحرين حيال القمع، وعما إذا كانوا مستعدين لمواصلة تمكينه أم مواجهته في نهاية المطاف”.
وكانت منظمة أمريكيون من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان في البحرين(ADHRB) قدّمت تقريرا مفصلا إلى مجلس حقوق الإنسان حول فشل البحرين في تنفيذ معظم توصيات المراجعة الدورية الشاملة السابقة.
يذكر أن بريان دولي يشغل منصب كبير المستشارين في منظمة “هيومن رايتس فرست”، وهي منظمة حقوقية تعنى بالدفاع عن المدافعين عن حقوق الإنسان، وتتخذ من العاصمة الأمريكية واشنطن مقرّا لها.