الحراك “الأفقي” في ائتلاف شباب الفاتح: تفكّك موالاة أم ولادة معارضة؟
البحرين اليوم – (خاص)
سجّل مواطنون تابعون لما يُسمى بائتلاف شباب الفاتح (سجّلوا) مواقف اعتبرها بعض المتابعين “خارج سياق” المواقف الرسميّة، ولاسيما في موضوع التجنيس والسلوك الحكومي إزاء ما تجنيس قطر لبعض العائلات والقبائل القاطنة في البحرين.
وفي حين يذهب البعض إلى التحفظ على مواقف ائتلاف شباب الفاتح، ويرى مواقفه دون حدود “المعارضة الحقيقية”، إلا هناك منْ يضع الأصوات “العالية” التي تصدر عن بعض أوساطه الشبابية؛ إشارة على نمو “حراك” لا يختلف عن المسار العام للبيئة الأم التي ينتمي لها هذا الائتلاف (وهي بيئة موالية بالدرجة الأولى)، ولكنه من الممكن أن يؤشّر على تحولات “أفقية” في كتلة “الموالاة”، ولاسيما في ظلّ تفاقم “الملفات” الشائكة التي من الممكن أن تُتتيح عمليات فرز مؤثرة في إثارة “الغبار”، ولكن أيضا من غير الذهاب بعيدا.
نموذج على ذلك ما ينشره الناشط في ائتلاف شباب الفاتح، يعقوب سليس (الصورة)، والذي يُعلق على رسائل “الولاء” التي بدأت قبل أيام القبائل ببعثها للحاكم حمد عيسى الخليفة، حيث يعلق سليس بأن على “الحكومة أن تعي بأن رسائل التأييد القبائل البحرينية لن تخفي حقيقة تفاقم الأزمة في البحرين”، مضيفا بأن “الإصلاح هو الدرع ضد التدخلات الخارجية” على حدّ تعبيره.
ويقول سليس بأن “الفرق بين تجنيس البحرين وتجنيس قطر بأن الأول سياسة ضيقة النظر ذات عواقب اجتماعية اقتصادية وخيمة والآخر إستراتيجية طويلة المدى وصناعة حضارة”، وهو موقف يُسجّل افتراقا “بارزا” عن النهج الخليفي فيما يتعلق بالموقف من التجنيس السياسي من جهة، وتجنيس قطر لبحرينيين، والأخير أمر اعتبرته السلطات في البحرين “تهديدا للأمن القومي”، ما يعني أن سليس – وما يمثّل – يتحرّك عكس التيار.
الناشط الآخر في ائتلاف شباب الفاتح، علي فيصل، يعكس ذات هذا المنحى، ويتحدث الأخير بوضوح عن فساد النظام واستئثاره بالثروة. مدافعا عن الموقف القطري في التجنيس من جهة، وحاملا على النظام جراء سياسة التجنيس التي يتبعها.
أحد المعارضين لا يعطي هذا المنحى “المختلف” لائتلاف شباب الفاتح، أي جدية، وذلك لأن هذا الوسط يظل يشترك مع بيئته الأم في كونه “لا يهتم بتغيير سياسي جذري”، وأن همّ هذه البيئة هو “تحسين الوضع الاقتصادي”. وإضافة إلى ذلك، فإن هذا الوسط – الذي تثار شكوك حيال طبيعة نشأته – لا يكف عن تكرار ذات “السردية الخليفية” بشأن “طائفية الثورة”، و”ارتباطها بالخارج”. وبحسب هذه النظرة، فإنّ أقصى ما يمكن الاستفادة منه من “الأصوات العالية” التي تصدر عن هذه الأوساط هو توظيفها في إطار “تفكّك” نسيج الموالاة، وليس الاستبشار بولادة معارضة جديدة.