البحرين اليوم – واشنطن
في تصريح مستفز قبل بضعة أسابيع، كشف ناصر الخليفة، نجل الحاكم الخليفي الظالم في البحرين، عن الدور الذي تلعبه بلاده في حماية الكيان الصهيوني ومواجهة التهديدات الإيرانية، وهو تصريح أثار موجة من الجدل في الأوساط السياسية والإعلامية. وجاءت تصريحات ناصر في مقابلة مع معهد “أسپن” الأمريكي، حيث أشار إلى أن البحرين كانت “في الخدمة” لعرقلة هجوم إيراني كبير استهدف إسرائيل في أبريل 2024، مشددًا على أن بلاده ستظل في هذا الدور الدفاعي لحماية حليفتها الجديدة، إسرائيل.
آل خليفة والكيان الإسرائيلي: من التطبيع إلى الدفاع المشترك
منذ توقيع آل خليفة في البحرين اتفاقية التطبيع مع الكيان الإسرائيلي في عام 2020، شهدت العلاقات بين البلدين تطورًا متسارعًا، حيث لم تقتصر تلك العلاقات على التعاون الاقتصادي والسياسي فحسب، بل امتدت لتشمل الجوانب الأمنية والعسكرية. تصريحات المدلل المتصهين ناصر جاءت لتؤكد ما كانت تتداوله وسائل الإعلام الإسرائيلية بشأن تشكيل تحالف دفاعي إقليمي تشارك فيه البحرين، إلى جانب دول عربية أخرى، بهدف حماية الكيان الصهيوني من أي تهديدات إيرانية.
وفقًا لما ذكرته “القناة 14” الإسرائيلية، فإن الولايات المتحدة والمملكة المتحدة قد أتمتا تشكيل هذا التحالف الدفاعي، والذي يضم بالإضافة إلى البحرين كلًا من الأردن، مصر، السعودية، والإمارات. وقد شاركت هذه الدول بالفعل في صد الهجوم الإيراني الكبير الذي وقع في أبريل 2024، حيث أطلقت إيران عشرات المسيرات والصواريخ على إسرائيل في عملية “الوعد الصادق”.
“في الخدمة”: ناصر المتصهين يصف دور البحرين
خلال المقابلة، استخدم ناصر المدلل مصطلح “في الخدمة” لوصف دور البحرين في التصدي للهجوم الإيراني، وهو مصطلح يعكس بدقة طبيعة الدور الذي تؤديه العائلة الحاكمة في البحرين، حيث تظهر وكأنها تُستخدم لتنفيذ أجندات دولية وإقليمية تتجاوز مصالحها الوطنية. هذا المصطلح أثار استياء الكثيرين، حيث اعتُبر إقرارًا واضحًا بأن البحرين تقوم بوظيفة دفاعية لصالح إسرائيل، سواء بمقابل أو تطوعًا.
ولم يكن هذا الدور الدفاعي الجديد للبحرين مقتصرًا على رد الهجوم الإيراني، بل سبق أن لعبت البحرين دورًا مشابهًا في دعم حصار قطر والمشاركة في الحرب على اليمن، وكذلك في تصعيد التوترات الإقليمية مع إيران. ووفقًا لمصادر مطلعة، فإن العائلة الحاكمة في البحرين ترى في الكيان الصهيوني حليفًا استراتيجيًا يمكن الاعتماد عليه، وهو ما يفسر تمسكها باتفاقيات التطبيع رغم تصاعد الانتقادات الشعبية والإقليمية.
التطورات الإقليمية واستمرار التحالف مع الكيان
تأتي تصريحات ناصر الخليفة في وقت حساس للغاية، حيث شهدت المنطقة مؤخرًا تصعيدًا كبيرًا بعد اغتيال رئيس حركة حماس إسماعيل هنية، وهو ما دفع بإيران وحلفائها إلى التهديد بردود عسكرية عنيفة. وعلى الرغم من هذا التصعيد، تواصل العائلة الحاكمة في البحرين تأكيد التزامها بتحالفها مع إسرائيل، متجاهلة الدعوات المتزايدة لمراجعة سياساتها الخارجية وإعادة النظر في علاقاتها مع الكيان الصهيوني.
وقد أشار النجل المتصهين ناصر خلال مقابلته إلى رواية تاريخية يتبناها التيار السلفي في المنطقة، مفادها أن إيران هي الخطر الأكبر الذي يهدد أمن واستقرار الخليج. وقد استشهد بن حمد بقول جده حول أهمية وجود الأسطول الأمريكي الخامس في البحرين، والذي يعتبره “جبل النار” الذي يقف بين البحرين والتهديدات الخارجية. هذا التصور يعكس مدى ارتباط البحرين بمظلة الحماية الغربية، ويعزز من مكانتها كحليف موثوق به للولايات المتحدة وإسرائيل في المنطقة.
البحرين على مفترق طرق
ويرى مراقبون أن تصريحات ناصر حول دور البحرين في الدفاع عن إسرائيل تضع البلاد في موقف حرج، حيث تواجه الحكومة الخليفية ضغوطًا داخلية وخارجية متزايدة لإعادة النظر في سياساتها تجاه الكيان الصهيوني. وفي الوقت الذي تحاول فيه البحرين تعزيز موقعها في التحالفات الإقليمية والدولية، يبدو أن ثمن هذا التحالف قد يكون باهظًا على المستوى الداخلي، حيث تتزايد حالة الغضب الشعبي ضد التطبيع وضد السياسات التي تخدم مصالح قوى خارجية على حساب المصلحة الوطنية.