البحرين في العام 2016 .. قمع بلا حدود
البحرين اليوم ـ خاص ..
ودّعت البحرين عاما مثقلا بالهموم التي تنوء بحملها الجبال في ظل نظام حكم عائلة آل خليفة الذي تحول الى ذيل لآل سعود وعبد لبريطانيا. البحرانيون استقبلوا هذا العام والأسى يملأ قلوبهم بعد ان اقدم آل سعود على اعدام نصير الثورة البحرانية آية الله الشيخ نمر النمر, وهو الحدث الذي أطلق تظاهرات واسعه في مختلف قرى وبلدات البحرين وكذلك في العديد من الدول ومنها ايران التي قطعت السعودية علاقتها معها بعد اقتحام سفارتها في طهران.
هذا التصعيد في السعودية قابلع تصعيد خليفي في البحرين التي زادت سلطاتها من قمع الشعب بشكل غير مسبوق ومنذ العام الذي اندلعت فيه ثورة الرابع عشر من فبراير قبل قرابة ستة اعوام.
كانت أبرز مظاهر ذلك القمع هو استشهاد ثلاثة مواطنين , فمنهم من قضى نحبه تحت مباضع الجلادين مثل الشهيد حسن الحايكي, او القتل في الطرقات وكما حصل للمدرسة البحرانية فخرية, او كما حصل للمطارد الشاب علي عبدالغني وللشاب علي محمود الذي استشهد إثر إطلاق قوات آل سعود النار عليه.
المحاكم الخليفية أصدرت عشرات الأحكام باعدام وسجن ونزع جنسية الناشطين ومنها تثبيت أحاكم الإعدام الظالمة التي صدرت بحق كل من عباس السميع وسامي مشيمع ومحمد رمضان وحسين موسى وآخرين, فيما صدرت احكام بسجن امرأتين بحرانيتين هما كل من طيبة اسماعيل وطيبة درويش.
هذه الإنتهاكات سعى ناشطون ومنظمات حقوقية الى أيصالها الى مسامع المجتمع الدولي وخاصة مجلس حقوق الإنسان في جنيف, لكن السلطات الخليفية فرضت حظرا على مشاركة الناشطين الحقوقيين في اجتماعات المجلس,
وزادت من تضييقها على المدافعين عن حقوق الإنسان وفي مقدمتهم زينب الخواجة التي أجبرت على العيش في المنفى.
الحقوقي البحراني البارز نبيل رجب عادت السلطات واعتقلته في شهر يونيو من هذا العام واصدرت محاكمها حكما بالإفراج عنه في آخره, إلا ان النيابة العامة رفضت اطلاق سراحه ليودع هذا العام خلف القضبان.
وانتقمت السلطات من حقوقي آخر هو سيد احمد الوداعي إذ منعت عائلته من السفر وذلك بعد مشاركته في إحتجاج على زيارة حاكم البحرين حمد الخليفة الى لندن حيث اعترض ناشطون سيارته قبل لقائه بتيريزا مي, وحاولوا كذلك في شهر مايو تعكير صفو حضوره لسباقات حلبة ويندسور للفروسية, فيما حظي حضوره حفل عيد ميلاد ملكة بريطانيا بانتقادات واسعه في الصحافة البريطانية.
العام شهد نصرا بحرانيا على النظام الخليفي عندما نجح الناشطون البحرانيون في حملتهم للحيلولة دون فوز سلمان ابراهيم الخليفة برئاسة الإتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا في الإنتخابات التي جرت اوائل هذا العام في مدينة زيورخ السويسرية.
واثمر النشاط الحقوقي الذي قادته العديد من المنظمات الحقوقية البحرانية وفي مقدمتها منظمة امريكيون من اجل الديمقراطية وحقوق الإنسان في البحرين ومعهد البحرين للحقوق والديمقراطية, عن صدور عدة بيانات تدين انتهاكات حقوق الإنسان في البحرين وكان أبرزها البيان الصادر من الإتحاد الأوروبي وكذلك من ٣٣ دولة عضو في مجلس حقوق الإنسان, فضلا عن خطاب المفوض السامي الأمير زيد بن رعد الحسين والذي اثار حفيظة وزير خارجية البحرين. واما السفير السعودي في مجلس حقوق الإنسان فقد فقد صوابه إثر مداخلة للنائب الكويتي عبدالحميد الدشتي التي انتقد فيها تدخل السعودية في شؤون بلدان دول المنطقة, إذ حاول منع مصور وكالة أنباء البحرين اليوم من التقاط صور لها, لكن محاولته باءت بالفشل بعد ان أثارت سخرية الدول الأعضاء.
الناشطون البحرانيون وسّعو في هذا العام من نشاطهم في العاصمة الألمانية برلين التي باتت تحتضن مركزا ثقافيا بحرانيا نشيطا, غير ان البحرانيين فقدوا أكبر نصير لثورتهم في بريطانيا ألا وهو اللورد افبري الذي قضت مشيئة الباري برحيله عن هذه الدنيا تزامنا مع حلول الذكرى السنوية الخامسة لإندلاع ثورة الرابع عشر من فبراير.
السلطات صعّدت في هذا العام من قمعها للجمعيات السياسية إذ امرت بحل جمعية الوفاق وأصدرت حكما مغلّظا بحق زعيمها الشيخ علي سلمان, فيما توشّحت البحرين بالسواد حزنا على رحيل العلامة جواد الوداعي. واما آية الله الشيخ عيسى قاسم فقد أقدمت على سحب جنسيته وتقديمه للمحاكمه, وهو الإجراء الذي أثار موجة غضب في البحرين , إذ احتشد المواطنين عند منزل الشيح بالدراز التي فرضت عليها السلطات حصارا متواصلا منذ اكثر من ستة شهور, فيما اعتقلت العشرات من رجال الدين والمعتصمين.
رموز وقادة الثورة في مقدمتهم الأستاذ حسن مشيمع والإستاذ عبدالوهاب حسين والأكاديمي عبدالجليل السنكيس تواصلت معاناتهم في السجن جراء تدهور اوضاعهم الصحية, فيما حاولت السلطات النيل منهم عبر فلم صندوق فبراير الذي عرضته قناة العربية السعودية والتي فشلت فشلا ذريعا في تسويق الأكاذيب التي وردت فيه.