البحرين في أسبوع: برلمان فاشل ومبادرات في الهواء.. وشهداء الحرية يصنعون المعادلة
البحرين اليوم – المنامة …
ليس واضحاً حتى الآن موعد الانتخابات البرلمانيّة في البحرين، إلا أن الأمور تسير نحو النتيجةِ المعروفة.
تحوّل البرلمانُ الخليفي إلى فرعٍ من إدارة التحقيقات الجنائية، وأصبح الترشّح والتصويت فيه وصمةَ عارٍ تلاحق الذين يُقدمون على هذه الفضيحة التي يتضاحك عليها الناسُ وهم يسخرون من نوّاب الروموت كونترل الذين يتحسّسون جيوبهم وهم يرفعون حناجرهم في قاعة البرلمانِ سيء السمعة.
المعارضة السياسية لم تُعلن حتى الآن موقفها الحاسم من الانتخابات المقبلة، والشارع لازال يرفع صوته محمِّلا السياسيين مسؤولية الالتحاق بركبِ الناس الذين يضجون بهتافاتٍ تتجاوز الانتخابات إلى حدودِ المفاصلة مع نظامٍٍ يصفون رأسَه بالقاتِل وهاتك الأعراض والحُرمات.
وإلى أن يرتقي السياسيون لطموح أؤلئك الذين لم يغادروا الساحات منذ سبع سنوات، فإنّ كل الأصوات التي تغرِّد خارج سرب الميادين؛ ستكون نشازاً ولن تؤثر سلباً أو تحبيطاً على هذه الأمواجِ التي لا ترى الخلاصَ إلا بالخلاص من آل خليفة..
وبين الأوهامِ المتراكمة التي يحبس فيها البعضُ نفسَه، فإن المنٍتظَر من هؤلاء هو مقارنةُ الأمور والموازنة بين الواقع وما يعلونه من مبادراتٍ وحلول سياسيةٍ تُنقذ النظام من مصيره الأسود. الواقعُ الذي يغرق بالدّماءِ الغزيرة ويطفحُ بالتنازل عن سيادةِ الوطن للمحتلين والمرتزقة، وهو ما لا يتناسبُ مع خطاباتٍ هزيلة تستعطفُ من القتلةِ الجلوسَ على طاولةِ التفاوض الخاسر..
وإذا كان للدّماءِ الطاهرةِ سحرُها الكبير، فإن مقتل ثلاثةٍ من الشهداء بنيران الخليفيين والأمريكيين في عُرض البحر؛ شكّلَ رسالةً أخرى للحالمين بالأوهامِ ومصالحات الهزيمة مع سفّاكي الدماء.. ولعلّ وعسى تكون هذه الجنائزُ الأبيّة بوّابةً أخرى لخروجِ المترددين من دهاليِز الأحلام الخليفية، وأنْ يخطو الخطوةَ الشجاعة نحو شعبهم الذي ما بدّل تبديلا…