البحرين تشيّع الشهيد الغسرة ورفيقيه والشعارات تدعو للقصاص من آل خليفة واستمرار المقاومة
المنامة – البحرين اليوم
فشل حصار القوات الخليفية لمقبرة الشيخ ميثم البحراني في أم الحصم، في منع الأهالي والبحرانيين من تعظيم الشهداء الثلاثة الذين قُتلوا بالرصاص قبل أيام في عُرض البحر. كان اليوم الأحد، ١٢ فبراير، يوما آخر من أيام الوفاء للشهداء، وسجّل أهالي الشهداء والمواطنون موقفهم الثابت في تمجيد شهداء الحرية والمقاومة، وتكريم بطولاتهم في مقاومة الخليفيين، وخرجت البحرين في تظاهرات حاشدة شُيّع فيها الشهداء، ورُفعت الهتافات التي دعوا إلى القصاص من الحاكم الخليفي حمد عيسى والثأر لدماء الشهداء.
صور الشهيد المقاوم رضا الغسرة ورفيقه ارتفعت بين حشود المتظاهرين الغاضبين، وبدت مناطق البحرين وبلداتها في حال من الغليان الثوري وهي على أعتاب الذكرى السادسة لثورة ١٤ فبراير، وهو ما أكد فشل الخليفيين في إنزال الرّعب بين المواطنين الذين لم ينقطع نزولهم في الشوارع والساحات والذي تصاعد مع تنفيذ جريمة الإعدام الجماعي قبل نحو شهر، في حين أوقدت الدماء الجديدة الغضبَ الواسع في كل البلاد التي عمّها الحداد، وأصرّ السكان على تحويل يوم دفان الشهداء إلى يوم آخر للاستفتاء على المقاومة ضد آل خليفة، وإعلاء مقام الشهداء وتمجيدهم في مقابل الهتاف بسقوط حمد وآل خليفة.
أم الشهيد الغسرة كانت على العهد ذاته الذي عُرفت به أمهات الشهداء؛ أبدت فخرها الكبير بالشهيد وصرخت في وجه المرتزقة عند المقبرة وقالت بأن “رضا رفع رأسي، رضا كسر عروشكم”، وهي الرسالة التي أردت أم الشهيد أن تصل إلى حمد عيسى ردا على تفجير رأس الشهيد بالرصاصات الحاقدة إلى جانب الحقد الذي بضّع أجساد الشهيدين محمود يحيي ومصطفى يوسف. وقد استلم المواطنون رسالة الإباء والغضب من والدة الشهيد؛ وارتفعت راياتُ القصاص والمقاومة في تظاهرات التشييع في كل البلدات، ومنها بلدة بني جمرة – مسقط رأس الشهيدين الغسرة ويحيى – التي خرجت في تشييع مهيب مساء اليوم وسط هتافات تدعو للانتقام من آل خليفة وتؤكد على القصاص وحق المقاومة.
القوات الخليفية فقدت السيطرة على المتظاهرين الذين ضجّت بهم البحرين، وعمد المرتزقة إلى إطلاق الغازات السامة ورصاص الشوزن، إلا أن حالات الاختناق والإصابات بالرصاص لم تؤثر على الحماس الثوري الذي عم كلّ الشوارع والمحاور، حيث نفذت المجموعات الثورية سلسلة من عمليات الردع ضد قوات الخليفيين، في حين استهدفت مجموعة ثورية في سترة مدرعة خليفية ونقل شهود عيان سماع دويّ انفجار في المنطقة بعد هروب المرتزقة ومدرعاتهم ناحية المدخل الشمالي.