البحرين اليوم-المنامة
لاقت فعالية “لنا حق” التي أطلقها مئات السجناء السياسيين لإعلان إضرابهم المفتوح عن الطعام، صدىً واسعاً عبر مواقع التواصل الإجتماعي حيث تناولت صحف ومواقع محلية ودولية هذا الخبر، معلنةً الظلامة التي يرتكبها النظام الخليفي بحق آلالاف السجناء الذي يقبعون في أوقارهم.
ولليوم الخامس على التوالي، يستمر السجناء السياسييون في معركة الأمعاء الخاوية، مطالبين بتحقيق مطالبهم المشروعة التي هي بالأساس حقوق سُلبت منهم على خلفيات طائفية وأحقادٍ دفينة لا تعود للإنسانية وللأخلاق بصلة.
وكان مئات السجناء بينهم رموز قادة، قد أعلنوا إضرابهم المفتوح عن الطعام، عبر بيانات أطلقوها تباعاً أعلنوا فيها الإضراب، وكشفوا عن الظروف المزرية والأوضاع السيئة التي يعيشون بها داخل سجن جو، سيء الصيت.
فمطالب السجناء واضحة، حسب ما أفاد السيد أحمد الوداعي، مدير معهد البحرين للحقوق والديمقراطية (بيرد)، فقال أنهم يطالبون بتعديل نظام الزيارات الظالم بحاجزه الزجاجيّ، والذي زاد في تعسفه بمنع الأقارب من غير درجة أولى، أيّ استثناء الأخوال وأبناء الأخ والأخت من الزيارة، إضافة إلى توفير حقّهم في الرعاية الطبية اللازمة والتّعليم. كما يطالبون بتمديد فترة الخروج من الزنزانة والتشمس والتي لا تتعدى الساعة يوميًا، مع السماح لهم بصلاة الجماعة في مسجد المبنى.
ميدانياً، استجاب الشعب البحراني وأهالي المعتقلين لدعوة أبنائهم بمؤازرتهم من خلال تنظيم المظاهرات ونشر حالاتهم إعلامياً لتصل أصواتهم للجهات الحقوقية المعنية. وعلى الفور، انطلقت مظاهرات عديدة من مختلف القرى والبلدات منها (السنابس، الدراز، دمستان، أبوصيبع، الشاخورة، نويدرات، السهلة الجنوبية..) تضامناً مع المعتقلين، مطالبين بمنحهم الحقوق الضرورية التي يطالبون بها، كما شددوا على ضرورة إطلاق سراح السجناء المرضى والتي تستلزم حالاتهم علاجات خارج البلاد.
وأثار الأهالي القلق والخوف على أوضاع أبنائهم المرضى داخل السجون، حيث يتم تجاهل أوضاعهم الصحية وحرمانهم من تلقي الرعاية الطبية اللازمة، وقالوا أنهم يخشون من أن يخرج أبنائهم جثث هامدة كحال من سبقهم من الشهداء الذين قضوا نتيجة الإهمال الطبي وآخرهم الشهيد محمود العالي.
كما دخلت عوائل المعتقلين على الخط لمناصرة أبنائهم، وفي فيديو مصوّر أعلنت والدة المعتقل محمد الدقاق ،وهي امرأة كبيرة في السن بدءها إضرابًا عن الطعام تضامنًا مع ابنها وباقي المعتقلين، وقالت: “لا نستطيع العيش بشكل طبيعي ونحن نرى أبناؤنا جائعون ويعانون”.
دولياً، تناولت صحف ومواقع إعلامية خبر إضراب السجناء، ومنها (قناة الجزيرة، ووكالة أسوسيتد برس، موقع تايمز اوف انديا The Times of India))، وصحيفة بارونز الأمريكية (Barron’s)..) وكثير من المواقع التي نشرت الظلامة التي يتعرضون لها ومطالبهم المحقة، وبيّنت للعالم أن النظام الخليفي هو نظام فاشل يزيف الحقائق، وأن هذا الإضراب مؤشر على حقيقة وجود أزمة سياسية مستفحلة بسبب وجود نظام مستبد يفرض نفسه على الحكم.
كما كشف أن البرامج التي أعلنتها السلطات الخليفية مثل “العقوبات البديلة والسجون المفتوحة والعدالة الإصلاحية للأطفال”، فشلت الحكومة نفسها في الالتزام بها، واستثنت منها السجناء السياسيين حتى الصغار الذين تم اعتقالهم وهم أطفال، لذا فقد ازدادت الأوضاع سوءاً وزاد حقد وزارة الداخلية في التعامل مع السجناء.
فحالات إغماء عديدة سُجلت مع مضي الأيام الأولى على الإضراب، وهذا كان متوقع بشكل ملحوظ لأن السجناء الذين يعانون من أمراض مزمنة وأوضاعهم خطيرة لن يستطيعوا تحمل الوضع، ولكن الحكومة الخليفية لا تزال متعنتة أمام كل هذا الغضب الشعبي والحقائق الملموسة والوقائع التي نشرت.
وأمام هذه المواجهة المحقة، لم تحرّك مؤسسات النظام الشكلية ساكنًا، في حين تصدح أبواقها الإعلامية الكاذبة ادعاءاتها بالحرص على أوضاع السجناء وتحسينها.